سعد بن عبدالقادر القويعي
تصريح -سفير كندا السابق في المملكة- ديفيد تشاترسون، والذي وصف سياسة بلاده في قضية رهف، بـ:«العاطفية جداً»، معترفا، بأنه كان بـ:«دافع سياسي، وليس إنسانيا»، يثير التساؤلات عن حقيقة المطالبات الكندية بحقوق الإنسان، وهل هي بالفعل غاية، أم وسيلة ابتزاز؟؛ لتمارس كندا دورا تآمريا، وسقطة دبلوماسية كبيرة، ومخالفة صريحة للعرف بين الدول، وتعبيرا عن التعنت، وغياب النضج السياسي؛ من أجل تحقيق مصالح، تبدو أبعد ما تكون عن الإنسان، وحقوقه، وذلك عبر وسائل مختلفة للابتزاز السياسي.
بمفهوم العلاقات الدولية، فإن تسييس قضايا حقوق الإنسان، تعتبر محاولة واهية للضغط على المملكة باستخدام ملف حقوق الإنسان، وقلب، وتشويه الحقائق؛ حتى أصبح رد انتهاك حقوق الإنسان أمراً صعباً؛ بسبب التسييس، والخلط بينها، وبين الضغوط السياسية، والذي بات معروفا للجميع من ناحية أهدافه الخبيثة، وإخلالا بأهم المبادئ المتعارف عليها في العلاقات الدولية؛ وفق ميثاق هيئة الأمم المتحدة، والتي تنص في موادها الأساسية، على ضرورة أخذ الخصائص، والتقاليد القومية للدول، والتي تبلورت على مدى فترة تاريخية طويلة في الاعتبار.
لكندا حاضر مخجل مستمر من سوء المعاملة لمواطنيها، وتجاهل لحقوقهم. وتاريخها الأسود مع حقوق الإنسان، ما زال مستمرا -حتى اليوم-؛ إذ يرصد التقرير الحقوقي إبلاغ 427000 امرأة فوق سن 15 عاما في سنة واحدة -فقط- عن تعرضهن لاعتداء جنسي في كندا، في الوقت الذي تتعرض فيه 54 % من الفتيات بين عمر 15، و19 سنة للاغتصاب. كما يؤكد التقرير، أن نساء كندا من السكان الأصليين، هن أكثر عرضة لمواجهة حتفهن؛ نتيجة للعنف خمس مرات، أكثر من غيرهن من النساء بنفس العمر، فيما كشف التقرير عن مصرع امرأة على يد شريكها في كندا كل ستة أيام، فيما تعيش أكثر من 3000 امرأة في كندا مع أطفالهن البالغ عددهم 2900 طفل في ملاجئ الطوارئ؛ للهروب من سوء المعاملة، -إضافة- إلى أن هناك 40200 حالة من العنف الزوجي، تمثل 12 % تقريباً من جرائم العنف، والتي تم إبلاغ الشرطة الكندية عنها.
أمن السعودية مصير لا يقبل الابتزاز السياسي، أو المساومات، ومن تجاوزها فقد ارتكب جريمة خطيرة، واستفزازا لمشاعر مئات الملايين من المسلمين؛ كونه لا يستهدف استقرارها -فحسب-، بل يطال الاستقرار الدولي -سياسياً وأمنياً واقتصادياً-، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يمثل هجوماً على الإسلام؛ لأنها رمز للدين، ورمز خدمة المسلمين.