يوسف المحيميد
في الثمانينات كانت بطولة أمم آسيا تلفت أنظار العالم، وتجذب جماهير أكبر قارة للحضور بمئات الآلاف، وصدى المباراة الواحدة يبقى لأيام، بل لشهور وسنوات، رغم أن الوسيلة الوحيدة آنذاك، هي الإعلام التقليدي، وقنوات بسيطة قبل بزوغ مرحلة القنوات الفضائية التي انطلقت مطلع التسعينات، وحالة التحدي والاستنفار كبيرة، ولا يصل إلى نهائيات أمم آسيا إلا المنتخبات الكبيرة والعريقة، وليست المنتخبات الطارئة والمجمَّعة من كل مكان، ففي غرب آسيا كانت منتخبات السعودية والعراق وإيران، وفي شرقها كانت الصين واليابان وكوريا الجنوبية، هذه المنتخبات الست كانت تتسيد المشهد الآسيوي، وكان اللاعب يترسخ اسمه فيها، إِذ يشارك في دورتين أو حتى ثلاث دورات من هذه النهائيات المثيرة، على عكس ما يحدث الآن، من لاعبين عابرين، ومنتخبات طارئة على المشهد الآسيوي أو منتخبات هجينة، فمثلاً لم يترسخ اسم سيباستيان الأورجوياني، ولن يبقى في الذاكرة أيضًا المعز علي السوداني، كما هو اسم منصور مفتاح القطري، حتى وإن لم يشارك في آسيا، فما الذي تغير في أمم آسيا، وما الذي تغير فينا؟
في الدورة الحالية المقامة في دولة الإمارات الشقيقة، ورغم تغير الظروف الإعلامية، بوجود إعلام رقمي جديد، ومواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، وغيرها، إلا أن هذه البطولة العريقة جاءت بلا طعم ولا رائحة، مباراة تلو مباراة، ولا شيء يبقى في الذاكرة، هل لأننا في الدور الأول، ولم تأت بعد الأدوار المهمة؟ هل زيادة عدد المنتخبات وانخفاض مستوى الأداء؟ هل سرعة التغيير في كل شيء يجعل ما يحدث مسخًا؟ هل نحن تغيرنا مثلاً، ولم يعد أكثرنا يستسيغ الكرة؟ شخصيًا تابعت بعض المباريات ووجدتها لا تختلف عن دورات الخليج المتواضعة، أو أي دورة عربية تنشيطية!
قد لا يتفق البعض معي، ويتابع مباريات البطولة بشغف، لكن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.