إبراهيم عبدالله العمار
كنت اتحادث مع أحد زملاء العمل وأخبرني عن زميل سابق له كان يعمل في الشركة نفسها، فقال: إنه كان مدمنًا للمشروبات الغازية، وإن في مكتبه ثلاجة مليئة بها، ولا تفارق العلبة يده ليلاً ولا نهارًا، يتعجبون من شربه المتعطش لها طوال الوقت، وتوفي رحمه الله بالسرطان قبل بضعة سنين.
لم أستغرب لو كان هذا سبب السرطان، فالمشروبات الغازية إضافة لأضرارها الشديدة الأخرى فإنها عادة تؤثر في شرب الماء وتجعل الناس ينفرون من الماء لأنهم يريدون شيئًا لذيذًا مليئًا بالسكر، وهكذا يصلون لمرحلة الجفاف بعد سنين من إهمال أهم مادة على الإطلاق. هل تظن الجفاف شيئًا بسيطًا؟ إنه يسبب مئات الأمراض، ومنها السرطان!
يقول أطباء إن الجفاف المستمر يسبب اختلالاً في وظائف الجسم كلها، بما في ذلك:
1) ضرر في الحمض النووي DNA في نواة الخلايا.
2) ضعف نظام إصلاح الحمض النووي في الخلايا، وفي النهاية انهيار النظام تمامًا.
3) اضطرابات في مستقبلات الخلايا وفَقد العمليات التوازنية التابعة لأنظمة التحكم بالهرمونات.
4) إضعاف جهاز المناعة بشكل عام، حتى على درجة نخاع العظم، مما يسبب عدم التعرف على شذوذات الخلايا، وزوال القدرة على تدميرها، وتَعطُّل نظام التصفية الذي يزيل المورثات غير الطبيعية.
إن العلاقة بين ضرر الحمض النووي (الذي يسبب السرطان) وبين الجفاف بسيطة الفهم: الخلية تنتج نفايات من عملياتها الأساسية، والماء يغسل الخلية من تلك العناصر الحمضية ويذهب بها للكبد والكلية لمعالجته. لكن ماذا يحصل إذا لم يعد هناك ماء كاف لنقل المخلفات لتلك الخلايا؟ الأحماض تجعل عناصر النسخ التي يقوم بها الحمض النووي تتآكل، ومع الوقت هذا التآكل ينتج خلايا شاذة قادرة على التكاثر. يقول د.بتمنغليج وهو أحد المنادين بضرورة شرب الماء الكثير كل يوم: «أنا مقتنع أن الماء هو أفضل واقٍ طبيعي وشافٍ للسرطان في العالم».
أيضًا من الأوجه التي يستطيع بها الماء أن يدمّر السرطان هو أن خلايا السرطان لا تحب الأكسجين. الأكسجين في بعض التجارب يقتل خلايا السرطان، وإذا توفر الماء وأحضر معه كل العناصر الدفاعية فإنه أيضًا يجلب الأكسجين إلى خلايا السرطان ويحاربها.
الآن تعلم أن الجفاف المستمر أخطر مما توقعت!