خالد بن عبدالكريم الجاسر
فتاة تمردت على حياتها المجتمعية التي منحها المولى -عز وجل- دون غيرها من نساء الأمم الأخرى، ليقضِ عليها تمردها ويُضجرُ مضاجعُها ويحرمها من ملذات الخير. طاغياً عليها (رهف) مراهقتها مُقابل قوى الشر المُتربصة بمجتمعنا، وجعلها أضحوكة كيد نسوي في هيئة دبلوماسية، تركلها نسائيات ضافيات عليهن دستور عُنصري، سيصبح عُمره 134 عاماً في يوليو القادم... إذا نظرنا إليه رأينا قفصًا ذهبيًّا للمساواة بين المواطنين بصرف النظر عن اللون والجنس والعرق والمعتقد، كما شرّعه قانونه الكندي (M (103 من العريضة الإلكترونية (E 411) عام 2016، لإدانة الإسلام فوبيا.. فهل ما نراه الأن كذباً وافتراءً عليها. لا، إذ يصدُمنا تحقيق تليفزيون كندا، كيفية سلب أطفال السكان الأصليين من عائلاتهم بالقوة، لصالح الكنيسة الكاثوليكية وهي مشكلة مدرسة «الهولوكوست» ليتم بيعهم لأسر بيضاء.. ثم تتعرض النساء للعنف والخطف وأحيانا القتل. ليُؤكده تقرير الشرطة عام 2015 بأن 1181 امرأة من السكان الأصليين قُتلن أو فُقدن بين أعوام 1980 :2012 .ليُصبح كابوساً لدستورها الخفي يؤرق نومها.
وهنا نتساءل لماذا كل هذا الاهتمام الفج بحادثة الصغيرة «رهف» مقارنة بأحداث إنسانية بشعة من تهجير قسري لأقلية «الروهينجا» واغتصاب النساء وقتلهن؟.. ولِم لمْ نسمع عن كندا أو حقوقيتها ودولاً أخرى فتحت أبوابها للنساء، وقامت بمناصرتهن؟.. ولِم لمْ نسمع من هيئات حقوق الإنسان لديها أنها أولت مشكلات الاتجار بالفتيات رعاية لتتربع هي وأوروبا على عرش (سوق النخاسة) دون أن يكون هناك رادع أخلاقي، فما هو الأولى؟، حادثة فردية؟ أم قضايا إنسانية كتلك؟
الأدهى، استقبال وزيرة خارجية دولة الدستور لها، لتصنع منها أكذوبة جديدة لتصفية حسابات مع المملكة. فهل تلك دولة؟ هي نفسها إذا فتحت سجلاتها تاريخياً وإنسانياً؛ لرأت مخازي كثيرة تُحيط بها منذ قرية الأكواخ أواخر القرن الـ 15. وما نهاية عام 2017 منا ببعيد، إذ نشر مكتب الإحصاءات في كندا، للعام الثالث على التوالي، بحسب مكتب التحقيقات الاتحادي (FPI). أرقاماً عن جرائم الكراهية في البلاد لتقفز لنسبة 47 % مستهدفةً بالأساس المسلمين والسود.
رسالة: بالتأكيد ستندم ابنتنا رهف، وأي فتاة أخرى في أي مكان ستسلك دربها، بين براثن الجهل وقلة التجربة إلى نصائح نسوية في مثل هذا الفعل... وكان من الأولى للذين صفقوا وهللوا أن يعينوها على العودة لأسرتها، لا أن ينتهزوها فرصة للظفر بكسب إعلامي وسياسي يُدلل على فقدان روح الإنسانية لديهم.. وكأن صراعاً سلمياً ديمقراطياً يخوضه المُجتمع الحقوقي في كندا للتخلص نهائياً من بقايا الإرث الثقيل للماضي الاستعماري للمهاجرين الأوائل، والذي سينتصر فيه حتماً دستور الحياة وأصحاب الحقوق.