فوزية الشهري
قصة رهف القنون وهربها ومهزلة كندا الحقوقية عندما استقبلتها وزيرة الخارجية بحفاوة مصطنعة ومحاولة توظيف قضيتها سياسياً رغم أن مشكلة رهف مع أسرتها وليست مع الحكومة. التعاطي الكندي مع القضية وبعض وسائل الإعلام المأجورة ما هي إلا استهداف ومناكفة للسعودية، والحقوق والإنسانية منهم براء، ولو كانت تحمل جواز سفر غير السعودي لكان الموقف مختلفًا تماماً.
وقد ذكر الدكتور محمد العليان (طبيب نفسي مقيم بكندا) في تغريدات له أن تقرير المسح الاجتماعي الكندي عام 2014 تم تسجيل نسبة 34 % ممن أعمارهم 15 سنة وأكثر قد تعرضوا للعنف الجسدي، أي ما يقارب 9 ملايين شخص. فهل وجدوا الحفاوة نفسها والاحتواء من حكومتهم؟
ما يشغل بالي حقًا، كتربوية وأم، هو كيف نحمي أبناءنا وبناتنا من خطر تضليلهم وخلق فجوة بينهم وبين المجتمع والأسرة والوطن وإيقاعهم بمصيدة التحرر ليصلوا بهم للهروب وترك دينهم وتجنيدهم ضد وطنهم.
استغل المتطرفون فكرياً وسائل التواصل لبث سمومهم وتجنيد شبابنا باسم الجهاد ودعشنة فكرهم، واستطاعت حكومتنا الرشيدة القضاء على ذلك الفكر وكشف معتنقيه والمتعاطفين معه، والآن نمر بموجة أخرى من تطرف من نوع آخر يتلبس اسم الحرية والحقوق، ويجب إيقافه ومحاسبة كل من يروج له أو يبثه بأي وسلية كانت.
كما يجب علينا التوعية للمراهقين ويكون ذلك بالحوار وإيضاح معنى الحرية الحقيقية والمساواة، حتى لا ينجرفوا مع أوهام من تسموا بالحقوقيين وشعاراتهم الكاذبة، وتوعيتهم تقع على عاتق الأسرة والإعلام، وكذلك التعليم له النصيب الأكبر، وإن وضع مقرر مدرسي للتوعية عن كيفية استخدام مواقع التواصل وكيف يستغلها الأعداء ستساعد على تحصينهم من أخطار الفكر المنحرف بطرفيه.
ولكل مراهقة همسة محب عليك بتأمل نهاية قصص الهاربات لتعرفي مدى الجرم الذي قامت به في حق نفسها، فهي الخاسر الوحيد.
لا ننكر وجود عنف ولكن يجب أن نفرق بين العنف والتأديب، ومن يقع عليها التعنيف فالقضاء أبوابه مفتوحة، لا يوجد شيء اسمه حرية مطلقة فكل حرية لا قيد لها هي انفلات أخلاقي، ولكل مجتمع خصوصية وقيم ومن غير المعقول اتخاذ نموذج وجعله مفروضًا على الجميع، هذا يسمى إلغاء ثقافي ودمج تعسفي وعدم إيمان بالاختلاف وتقبله، مهما بلغت الصعوبات فهي لن تساوي لحظة فقد لوطن وأسرة وذل غربة، والقوي حقاً من يواجه مشكلاتة ولا يخسر أغلى ما يملك.
الزبدة:
الحرية ليست حجاباً يرمى ولا دينًا يشتم ولا أخلاقًا تخلع، هي رقي فكر واحترام عقل وبناء مستقبل جميل.