إبراهيم الدهيش
- بالرغم من أن منتخبنا الوطني لم يكن مقنعًا للأغلبية قبل بدء نهائيات كأس آسيا الحالية في الإمارات إلا أن تأهله للدور الثاني جاء كمحصلة طبيعية ومنطقية للأداء الفني المميز وكنت آمل - لو حسمنا أمر صدارة المجموعة أمام منتخب (التجميع)! لاعتبارات عديدة ليس أقلها أننا سنتفادى مواجهة الفرق القوية نوعًا ما وإلا فمنتخبنا بتاريخه (المتعولم) (5) مرات والمرصع بـ(3) بطولات آسيوية وبهذه التوليفة المتجانسة وهذا الأداء المميز وبتلك الروح الشابة قادر بعد توفيق الله على الذهاب بعيدًا في البطولة.
- نتفق أن منتخبنا لم يدخل الاختبار الحقيقي بعد إلا أن ما قدمه في مباراتيه أمام كوريا ولبنان من مستوى غاية في الانضباط التكتيكي والروح العالية كسب بها احترام المنافسين قبلنا كمواطنين جعلتنا نتطلع لما هو أبعد من ذلك على اعتبار أن مباراته الأخيرة في المجموعة كبوة جواد سينهض منها.
- لقد ظهر المنتخب يومها بأداء جماعي وبتركيز عالٍ واستحواذ إيجابي تخطى به حاجز الـ (70 في المائة) -لاحظ (18) تمريرة سبقت هدف سالم في المرمى الكوري - يمثل كرة القدم الحديثة وكسب (بيتزي) الرهان بتوليفة شابة نجح من خلالها في توظيف المهارة لخدمة المجموعة وبرع في إيجاد البدائل الهجومية.
- ومع هذا كله يجب ألا نفرط في التفاؤل ولا نبالغ في رفع سقف الطموح وأن نتعامل مع الواقع بكل موضوعية وعقلانية دونما عاطفة. علينا ألا نشغل أنفسنا بمستويات الآخرين ونهتم بتوظيف ما نملكه من إمكانات وقدرات عناصرية وفنية وأدواتية وبما لدينا من مقومات قادرة على المنافسة وتحقيق اللقب وفي المقابل نهيئ أنفسنا لكافة الاحتمالات، فالكرة ليس لها صاحب والضغوط والمطالبات قد تأتي بنتائج عكسية وما قدمه أبطالنا حتى الآن لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعه ويكفينا أن كسبنا منتخب شاب أتطلع كغيري أن يكون أساساً لإعداد منتخب (2022) ومدرب قدير قدم عملاً احترافي أشاد به البعيد قبل القريب مما يؤكد أهمية بقائه لفترات وليست فترة محددة طالما أنه قدم عملاً يستحق معه البقاء وإعطاءه الفرصة ليواصل مع دعمه ومؤازرته، أما العودة لاسطوانة (غيروا المدرب) تلك الثقافة (المحشوة) بالسلبية التي كثيرًا ما دفعنا ثمنها باهظًا فهذا معناه العودة للمربع الأول!!.
تلميحة
- من المؤسف والمؤلم في الوقت نفسه أن (نتسول) رؤية منتخبنا الوطني على باب (مرتزقة) هذه الشبكة المشبوهة المسماة (بي إن سبورت) التي جاء احتكارها لنقل المنافسات الرياضية نتيجة (طيبتنا) و(مثاليتنا) وتفريطنا والأهم ضعف إدارة سباقنا في الحصول على حقوق النقل التلفزيوني فيما مضى -هكذا تبدو لي الأمور-! مما منحها - أي الشبكة - الفرصة في ممارسة دورها المضلل في دس السم في العسل تجاه وطننا ورموزنا ورياضتنا وتقديم ما يطيب لها وعلى (كيفها) بلغة ساقطة غاية في السوء و(قلة الحياء) دونما وازع من ضمير أو احترام للمهنية وذائقة المتلقي!!
- وفي النهاية، بالرغم من تكتم اتحاد الكرة إلا أن الأخبار تتواتر بعزم الاتحاد على تخفيض عدد المحترفين الأجانب ليصبح العدد (4+ 1) وإذا ما صحت الروايات يقفز السؤال الملح: من سيتحمل دفع مستحقات المغادر منهم؟! وخاصة أن منهم من يمتد عقده لأكثر من ثلاثة مواسم!!. وسلامتكم.