د. محمد عبدالله العوين
رأى كثيرون من متابعي وسائط التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قصير لشاب سعودي يتحدث فيه بطريقة تلقينية موجهة ويتحدث فيه ببرود وأداء محفوظ ويلتفت إلى يمين المصور حين ينسى عبارة مما حفظ ليقرأ ما كتب له بخط مكبر، ويعلن ذلك الشاب الذي يكاد يناهز العشرين عاما وإن بدا أصغر من ذلك وقد حك شعر لحيته وشاربه حتى يخيل إليك أنه لم تنبت بعد في وجهه شعرة واحدة معارضته المزعومة ويتبعها بإلحاده وكفره بالإسلام، متبرئا من مجتمعه ودولته ودينه وثقافته بطريقة مهزومة منكسرة يائسة ومرتميا بضعف وخور واضطراب في عالم التيه والضياع والقلق والتشرد والفاقة والاستغلال والضغوط ومواجهة المفاجآت التي قد تحدث له في أية لحظة دون أي نصير أو معين إلا من حرضه ودفعه وتبناه ليخدم به أجندة خاصة ثم حين ينتهي دوره ويؤدي ما كلف به يرميه إلى الشارع ويقطع عنه المكافأة التي أغراه بها ويتركه تحت رحمة مكافأة اللجوء السياسي التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولها وقت محدد وشروط وظروف خاصة ومراجعة دائمة.
ليس هذا الشاب المراهق أول حالة؛ فقد سبقه إلى عالم الإلحاد عدد من الشبان والشابات انخدعوا بتشكيك المضللين ووقعوا في شراك المستقطبين المكلفين باستدراجهم باسم الحرية المزعومة وباسم التخلص من التخلف المدعى وباسم الالتحاق بالمجتمعات المتحضرة في عملية غسيل مخ منظمة دون ممانعة تذكر من الشباب المخدوعين؛ لضعفهم الثقافي ورداءة تأسيسهم الفكري؛ فأصبحوا ألعوبة في أيديهم يوجهونهم كما شاؤوا ويظهرونهم في الوقت المناسب بالخطاب السياسي أو الديني الذي يريدون؛ لوناً من ألوان التحريض على دين الإسلام، والاستعداء على وطننا، وحملة إعلامية مسمومة لتشويه ثقافتنا وتقاليدنا والتقول والكذب والافتراء على مجتمعنا.
ولا يخفى على أصحاب الاختصاص في أن ما يحدث من تحريض وإثارة شبهات حول الدين الإسلامي ومن ثم عن السعودية قيادة وشعبا ومجتمعا ليس تصرفا عفويا فرديا أو موقفا خاصا من صاحب رأي اجتهد وأخطأ فيه؛ بل ناتج عن أعمال منظمة مخطط لها من دول ومؤسسات وجماعات ذات توجهات سياسية مضادة، ومن متطرفي دين نصارى، ومن صفويين ومجوس، ومن شعوبيين مختلفي الأعراق لهم مواقف كارهة وناقمة على العرب والمسلمين.
ويكتب المكلفون بأداء تلك المهمات التحريضية في الدين أو السياسة بأسماء سعودية منتحلة ومزورة؛ فيختارون أسماء القبائل السعودية الكبيرة المعروفة ويتسمون بالأسماء السعودية المتكررة، ويجتهدون في أثناء كتاباتهم وتعليقاتهم ألا يقعوا في خطأ يكشف لهجاتهم الأصلية العراقية أو المصرية أو اللبنانية أو السورية؛ ولكن بعضهم يقع فينكشف للبيب.
والملحوظ أن موقع انطلاق الشبكة أو الموقع الالكتروني يكون من بلد غير عربي؛ كأمريكا أو لندن أو كندا أو فرنسا أو تركيا وغيرها.
ونقول لمن ألحد أو عارض: لن يخسر الإسلام جاهلا مراهقا أو مراهقة، ولن يضر وطننا خيانة آبق أو مخدوع؛ فالإسلام أكبر وأعظم وأجل من نزق وطيش ملحد، والوطن أبقى وأصلب وأكثر شموخا من تنكر خائن.