حميد بن عوض العنزي
الإعلام المتخصص أحد أهم مجالات الإعلام التي تشهد في بعضها خللاً يتفاوت من قطاع أو مجال إلى آخر، ومنها الإعلام الاقتصادي الذي رغم أهميته إلا أنه لا يزال دون المستوى المأمول، ولو نظرنا على سبيل المثال في الخليج نجد شحًا في الإعلاميين المتخصصين في أسواق النفط رغم إننا بلدان مصدرة والعالم كله يراقب هذا المنتج, ونلحظ غياب الجهات المعنية وشركات الاستثمارات النفطية عن تبني مبادرات في هذا المجال، وإن كانت أرامكو قد تبنت قبل سنوات برنامجًا تدريبيًا لكن لم يستمر طويلاً على ما يبدو, وقس على ذلك بقية القطاعات التي يفترض أنها تتبنى وتدعم برامج تعزز من أدوات الإعلام المتخصص في مجالها، مثل الإعلام الصناعي والإعلام الصحي والإعلام التأميني وغيره من المجالات. وهذه القطاعات يجب أن لا تقف موقف الناقد للوضع الإعلامي بل عليها أن تتكامل مع الإعلام في تبني مشاريع وبرامج تسهم في خلق إعلام متخصص يثري الساحة الإعلامية بتقارير وآراء ومتابعات تكون مبنية على فهم صحيح، وهذا فيه فائدة لكل الأطراف.
أعتقد أن رؤية 2030 التي تستهدف الاقتصاد سواء من حيث البرامج والمشاريع الإستراتيجية أو من حيث هيكلة الاقتصاد وما يتبع ذلك من تغيرات، مما يستوجب وجود إعلام اقتصادي يتواءم مع هذه النقلة وحتى لا يكون الإعلام متخلفاً عن التقدم المنشود على كل خطوط الرؤية.
مهم أن يكون هناك مبادرات بتبني تأهيل متخصصي إعلام، وكذلك إعلاميين متخصصين، بحيث يكون لدينا متخصصون في أي من المجالات الاقتصادية كالمحاسبة مثلاً، ويتم تأهيلهم من الجوانب الإعلامية، والعكس كذلك بتبني مثلاً طلاب كليات الإعلام كمتخصصين في فروع الإعلام الاقتصادي، كالصناعة والتأمين والعقار وغيرها بحيث يكون إعلاميًا متخصصًا.