حمد بن عبدالله القاضي
انفضّ سامر المهرجان الوطني للتراث والثقافة بعد أن صنع حراكًا سياحيًا وثقافيًا فضلاً عن رسالته بربط الأجيال بإرثهم الحضاري والثقافي والاجتماعي.
إن المهرجانات بوطننا وبخاصة الثقافية والتراثية والسياحية رغم حداثتها نسبيًا أصبحت «إيقونات» مضيئة تشد إليها المتابعين سواء بالداخل أو الخارج لنشر المزيد من عطائنا الثقافي وبلورته انطلاقًا مما نص عليه نظام الحكم الأساسي في إحدى مواده:
«ترعى الدولة العلوم والآداب والفنون وتعنى بتشجيع البحث العلمي وتصون التراث الإسلامي العربي وتسهم بالحضارة العربية والإسلامية والإِنسانية»
لقد أضحت مهرجاناتنا تحظى بحضور كثيف لها وبزيارات لافتة من مختلف الأطياف فضلاً عن متابعة مناشطها من قبل منصات الإعلام المختلفة من مقروءة ومرئية ومسموعة ومواقع تواصلية من داخل الوطن وخارجه.
***
ولعل أعرق وأكبر المهرجانات لدينا هو المهرجان الوطني للتراث والثقافة «مهرجان الجنادرية» الذي لم يعد مهرجانًا محليًا بل أضحى مهرجانًا عربيًا ودوليًا.
من هنا فإننا نتطلع إلى نقلة نوعية تضيف إليه الوافر من التجديد والجذب ومواصلة تحقيق رسالته الثقافية والتراثية ليحصد بالتالي المزيد من النجاح والتميز.
وأعرف الدور النابه الذي تنهض به لجنة المشورة من خلال مشاركتي فيها بعدة دورات فهي في اجتماعاتها تدرس وتقترح الموضوعات الثقافية وتقترح المشاركين فيها كما ترشح شخصية العام فضلاً عن لجان المهرجان الأخرى التي تتناول الجديد فيما يتعلق بنشاط المهرجان المتعلق بها.
***
ولمزيد من نجاح المهرجان وتميزه بالدورات القادمة.
فإنني أقترح على سمو وزير الحرس الوطني الأمير عبدالله بن بندر تقييم الدورات السابقة الـ 37 نسخة بهدف التجديد وإبعاد النمطية التي تعود الناس عليها التي جعلت البعض من الناس لا يجد فيها جديدًا ما يجذبهم إلى المهرجان.
لذا أقترح على سموه تقييم الدورات السابقة لإضافة مزيد من التجديد فيها واستبعاد ما استنفد غرضه وذلك على مستوى كافة فعالياته بحيث يتم إبقاء الجاذب منها واستبدال ما سئم الحضور من مشاهدته لعدم التجديد فيه بسبب تكراره بذات النمط كل عام.
***
ويمكن تشكيل لجنة تقييم تضم عددًا من المهتمين بمناشط المهرجان وتعقد اجتماعًا أو أكثر لطرح أفكار جديدة ولتلقي رؤى أخرى من المعنيين من أجل إحداث نقلة جديدة ونوعية للمهرجان بحيث يخرج بالدورة القادمة وما بعدها وهو أكثر جذبًا وتشويقًا عبر كمٍّ من التجديد والابتكار سواء بالتغيير ببعض فعالياته السنوية أو بإضافة مناشط جديدة إليها أو التجديد ببرنامجه الثقافي أو بلمسات تجديدية بمعارضه وأمسياته وفنونه.
ليأتي بروح أخرى تنأى به عن التكرار تماهيًا مع رؤية المملكة 2030 التي أعطت للجوانب الثقافية والتراثية قدرًا كبيرًا من الاهتمام والعناية والرغبة بالتطوير بحيث تكون من مكونات النماء والإمتاع كما ورد في برنامج التحول الوطني في فضاءات منظومتنا الوطنية والتنموية.
أثق أن سمو الأمير عبدالله بن بندر الذي رأينا حرصه على العطاء والتحديث خلال عمله بإمارة مكة المكرمة كما لمسنا رغبته بتلقي الآراء ووجهات النظر التي تسهم بقيام وزارة الحرس الوطني بمسؤولياتها في الدفاع عن الوطن واستقراره فضلاً عن أدوارنا المشهودة بالمناحي الصحية والثقافية والتراثية
ومن المؤمل أن يكون لسموه بصمات على هذه الوزارة وكافة عطاءاتها ومناشطها وفقه الله وأعانه مع زملائه من مسؤولي وأبناء هذه الوزارة والقائمين على المهرجان للمزيد من العطاء كما تعودنا من وزارتنا ومنسوبها المخلصين.