صدر حديثًا في 2019 كتاب بعنوان: «تاريخ الحفظ: تشويق القرون وامتاع العيون في تاريخ استظهار العلوم والفنون وحفظ الكتب والأشعار والأخبار والمتون»، من تأليف منصور بن عبد الله المشوح، جاء في إحدى وتسعين وأربع مئة من القطع الكبير، الذي ضم ثلاثة أبواب كل منها حوى فصولاً عدة تفرع منه العديد من المباحث والموضوعات التي استقصى المؤلف خلالها هدفه الرئيس من هذا الإصدار الذي قال عنه: سألت نفسي قبل أكثر من خمس سنوات: هل هناك كتاب مستق صنف خصيصًا ليصف مقدار ما كان يحفظه كل عالم من العلماء؟ سؤال رحت أبحث عن إجابة له، فوق رفوف المكتبات وفي بطون الفهارس، ولما لم أعثر على إجابة شافية استنجدت ببعض العارفين، وأشاروا عليَّ ألا شيء يشفي العليل أو يروي الغليل، حينئذ قررت أن أبدأ العمل فورًا، فوضعت خطة أزعم أنها غير مضنية ولا شاقة عليَّ، فحددت المصادر وجعلتها منحصرة في كتب الطبقات لأتبين محفوظات كل مذهب وكل علم، أما طبقات كل مذهب فكطبقات فقهاء الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة، وأما طبقات كل علم، فكطبقات المفسرين وطبقات المحدثين، وطبقات النحاة، ثم أضفت إليها بعض كتب التراجم، كالبدر الطالع، وخلاصة الأثر، وسلك الدرر، وأدرجت - أيضًا - كتابًا في الحوادث، وهو أنباء الغمر.. مشيرًا المشوح في ثنايا تقديمه للكتاب، أن الهدف الأول من تأليفه، هو إلقاء الضوء بشكل مكثف على واقع الحفظ عند المسلمين، وبيان الكتب الأكثر أهمية عندهم، مع الأخذ بالاعتبار أن هناك كتبًا في غاية الأهمية، ومع ذلك فلم تشر المصادر التي رجعنا إليها في أنها مما كان يحفظ، وأما الهدف الثاني: هو التحذير من تقليل شأن الحفظ، وازدرائه.