صدر لحمد بن محمد الصيخان، في طبعة أولى 2018 كتاب بعنوان: «الحياة العلمية في الرس: دراسة تاريخية»، في اثنتين وسبعين وثلاث مئة صفحة، من القطع الكبير، متضمنًا أربعة فصول، ضم كل منها جملة من الموضوعات، التي استعرض فيها المؤلف باستقصاء تاريخ الحياة العلمية في الرس، إذ يقول الصيخان عن كتابه: لما للحياة العلمية من أهمية، من حيث كونها تمثل سجلاً حافلاً لتاريخ هذه البلاد، وقد اخترت موضوع الحياة العلمية في الرس، وهي دراسة تاريخية تبدأ من عام 1227هـ، وذلك عند رجوع الشيخ قرناس بن عبد الرحمن القرناس من المدينة المنورة إلى الرس، وتعيينه قاضيًا في الخبراء، وانتهاء بعام 1363هـ وهو بداية التعليم النظامي، وذلك بافتتاح أولر مدرسة نظامية بالرس، وهي المدرسة السعودية. وقد دفعني لاختيار هذا الموضوع أمور عدة، منها: إيجاد نوع من التكامل بين الدراسات التاريخية، السياسية، والحضارية؛ وتسليط الضوء على هذه الفترة التي لم تحظ مثل غيرها بدراسة واهتمام من قبل الكثير من الباحثين والمؤرخين؛ وتبيين أهمية العلماء، وطلبة العلم، والدور الذي قدموه للمجتمع، وحرصهم على نشر العلم، ومحاربة الجهل؛ إلى جانب إبراز مكانة القاضي في حل النزاعات، وحرصه على تماسك المجتمع من خلال الفصل بين الخصومات، وكتابة الوثائق للناس في البيع والشراء وعقود النكاح، وغيرها؛ وتوضيح الوسائل المستخدمة في التعليم من مواد وأدوات، وعدم وقوف صعوبة الحصول عليها عائقًا أمام التعلم، إضافة إلى إبراز الدور الكبير الذي قدمه الشيخ قرناس، وبخاصة بعد رجوعه من المدينة المنورة إلى الرس عام 1227هـ وتوافد طلاب العلم عليه، حتى أصبح ذا مكانة اجتماعية، إضافة إلى تبيين الحياة في العلمية في الرس، عبر مستويين، الأول: يعرف بالتعليم الأولي (الكتاتيب)، والآخر: التعليم المتقدم، وذلك راجع إلى تقسيمهم حسب أعمارهم، ومستوياتهم، وقدرتهم على التعلم.