في نهاية شهرها الثالث نادتني على عجل والشوق قد زاد لصوتِ نبضاته..
لم أخجلها ولبيت الطلب وعلى عجلٍ هي جاءتني ومن غير عادتها مسرعةً..
توجهنا حيث الشوق يناديها، وهي بصمتٍ لم تبدِ لي غير ذاك الطلب..
وفي حمى المكانِ أخذنا رقماً ولم تجلس في انتظارٍ قد أعد لها بل جاورتني في وقفتها وهي تتلهفُ..
نادت بسارةٍ وقد سررتُ لشوقها وسارت نحو غرفةٍ وهي تُسرُ شيئًا من لهف الشوق وانتظرت..
طبيبتها تكتبُ ما تجيب عليه سارةٌ وهي تقول في نهاية كل إجابة مشتاقةٌ له فخذيني نحو نبضاته..
لم تمهلنا كثيراً وقد أزاحت ممرضة ستار الوعدِ وما يخفيه من أخبارٍ وقد أطفئ النور..
قامت وحقيبتها لم تعرف أين تضعها أخذتها ويديها قد ارتبكت لتسقط الحقيبة وتهرب هي إلى خلف الستار..
تهيئة في وضعها والطبيبةُ قد أظهرت صورته وقد علت سارةٌ بسارةٍ والابتسامة رسمت حتى أفضت بقولٍ هي الطبيبة..!
أعادت سؤالاً وقد أجابت عليه قبل أن تطفئ الأنوارُ وكم من الأطفالِ لديكِ، وقد أجابتها بسؤالٍ هل هو بخيرٍ..!
لم تنظر الطبيبة لها وقد فاضت عينا سارةٍ بالدموعِ وقالت قولي ما الخطبُ..؟!
حاولت بكل ما بها من نبراتِ صوتٍ أن تجيب على سؤالٍ قد طُرِحَ والطبيبة بكل حنانٍ تقولُ لا تبكي..!
نبضٌ متوقفٌ ونمو لم يزد وجنينكم من الأرواحِ لم يكن.. تماسكت ومسكت وأزالت وأزيل كل ما عليها لتنهض..
أوقفتها الطبيبة وهي في فزعٍ دعيني فقد مات طفلي في رحمي ولم أقدر على منحه شيئًا وهو في أوجعه ينادي..
قالت هو جنينٌ في رحِمك والله يعوضُ عنه بكل خيرٍ فاصبري..
لملمتها واحتضنتها ودعواتِ بالصبرِ، خرجنا نحو طريقٍ وهي بجواري ودموعها تنسكبُ..
حاولتُ أن أقلل عليها من وجعٍ وقلتُ وياليتني لم أقل، هو جنينٌ في بطنكِ لم يقع عينك بعينه لتبكيه وتحزني..
قالت دون تريثٍ هو قطعةٌ مني فلا تعزيني بعذرٍ ليس به من التخفيفِ طريقٌ إلى قلبي..!
** **
- سليمان بن عبدالله الظفيري