إن المعالي قد أبت أن تصغرا
وسعت إليك فقد رأتك الأكبرا
وتعاظمت كيما تريك مقامها
فبمثل سمتك أقسمت أن تفخرا
قالت وقد مدت إليك ذراعها
أنت المرام وأنت شامات الورى
هذا أبو أوس تعاظم قدره
قد بات في كل الصفات المنبرا
يمشي وحيدا في الخلائق مفردا
لكنه في المجد أصبح معشرا
ضوء النجوم يشع شوقا كلما
أرسلت بدرك في السماء مبشرا
يا أيها الشمسان مثلك سيد
رسم البهاء منمقا متعطرا
إن المحاسن قد تمزق شملها
فرأتك فاجتمعت رضا وتبخترا
وتبسمت وجناتها وتضاحكت
وانسال منها حسنها متحدرا
ورويت في كل الدهور رواية
قد أسفرت والدهر منها أسفرا
إن التواضع فيك مد سماطه
وبك استعاد بيانه وتبصرا
والجود عندك قد تبسم وجهه
ولدى سواك لما يراه تحسرا
وعلتك من فرط المحبة بسمة
لما رآها القفر أضحى أخضرا
أبليت في لغة العروبة جاهدا
وبسطت بأسا لن يضام ويقهرا
يا سيبويه النحو مت مستبشرا
فلقد ولدت من الرجال غضنفرا
فاسكن فإن بضاعة خلفتها
أجرى لها الشمسان نهرا كوثرا
سالت على وجنات خد ناعم
فتعبرت لمقامه وتعبرا
يا صرف حلق في الفضاء مسطرا
شكرا لمن أهداك عزا مظهرا
هذا ابن جني لو يطيق تكلما
تحت الرمال وتحت أطباق الثرى
سيقول إن صناعة الإعراب من
بعد العتامة صار بدرا نيرا
أما ابن عصفور فحدث قائلا
الصرف دين والمدين تعثرا
لكن ابن شمسان أماط لثامه
وأتى إليه مبشرا ومشمرا
هذا لعمري من تهش لأجله
حلقات علم كي تزار وتعمرا
يا من بذلت العمر تسقي أنفسا
بالعلم هذا زرعه قد أثمرا
شكرا أبا أوس فأنت مكارم
ليست تباع وإنما هي تشترى
أوما ترى الأشواق سارت ترتجي
أن تلتقيك إذا قدمت أما ترى
الشعر أعمى لا يجيد طريقه
لكنه لما سما بك أبصرا
رايات علمك في الدنا خفاقة
وربيع حرفك في المعالي سطرا
يا مركبا رسم الجمال وخطه
في كل حسن ماتع قد أبحرا
** **
- محمد الموسى