علي الخزيم
لم يلفت انتباه حاملي الفكر الحاقد والميول الجاحدة ضد مملكة العز والعزم سوى الجنادب التي ضجَّت يوماً واحداً بجنبات مكة المكرمة؛ وحالة الفتاة الهاربة مُدعية التعنيف من أسرتها فَسَلُّوا أقلام أحقادهم للنيل من بلادنا متخذين من المأجورين والعملاء أبواقاً ناعقة، أو ضباعاً تجعر وتستمرئ ذلك كلما زيد لها من عظام الجيف -أكرمكم الله- فالمال المُتحصَّل من الرشوة مقابل أعمال دنيئة شريرة قد يكون أقذر وأنتن من ذاك الوصف، لكنهم أغمضوا أعينهم عن الإنجازات العظيمة بالحرمين الشريفين والمقدسات، وما تم ويتم بشأن المرأة السعودية وتمكينها من الفرص بكل المجالات.
ومن الغريب أن بين أصحاب الأقلام والحسابات المرتشية الحاقدة مَن بلادهم تعاني من تراكم النفايات بين بيوتهم وجنبات أحيائهم، أو طفح المجاري الذي يزكم أنوفهم، إلى غير ذلك من المشكلات البيئية التي يعيشونها، ثم لا يُبصرون عندنا سوى (صرصور الليل) وهو الجندب الصَّداح ليلاً، أو حالة فردية كحالة الفتاة التي أصرُّوا على ترقيتها إلى قضية دولية، هلاّ التفتم لما بين أظهركم من إخوانكم اللاجئين المشردين قسراً؛ أم استثمرتم مشكلتهم لصالحكم ومن خلفكم الداعم الذي يُلقنكم العبارات لأغراض شخصية وسياسية؟.. في حين أن قصة فتاتنا لم تكتمل وتتضح بعد، ولها من يتصدى لها من الأهل والحكومة العادلة الرشيدة التي لم يعرف أنها أقصَت أو طردت ناصحاً لها، بينما أسيادكم كمانحي الدولار والريال قد طردوا قبيلة بكاملها بسبب مطلب أو مقترح للصالح العام لم يعجب الطاغية، غير من سحبت جوازات سفرهم ومن أودعوا السجون، وهنا بمملكة الحزم تم الإفراج عمّن لم يثبت عليه تهم ممن تم إيقافهم ويعيشون الآن حياتهم الطبيعية بين أهلهم وإخوانهم المواطنين، ورواتبهم ومخصصاتهم وكل متعلقاتهم كما هي.
ولم يعلم أصحاب الصرصور (أو أنهم يتجاهلون) أن بلادنا مترامية الأطراف وبيئاتها الطبيعية تختلف من منطقة لأخرى، ومع كل موسم ممطر أو ربيعي وغيرهما تظهر بكثرة غير معتادة أصناف من مخلوقات الله سبحانه؛ فإن كان الجندب بالأمس هاجم أطراف الحجاز، فإن خنفساء شتوية مزركشة تجمع ألواناً زاهية يطغى عليها الأحمر -قيل- إنها تُهدي بمرورها رائحة كالعطور تظهر بكثرة بأقصى الشمال بين أزهار شقائق النعمان (الديدحان).. ويقول الأستاذ عبدالمجيد الخزيم المهتم بالحالات المطرية والربيعية إنه عثر مؤخراً بنواحي القصيم على دودة نادرة متعددة الأرجل تبدو كشريحة من قطيفة حمراء؛ جميلة الشكل ولطيفة؛ وظهر له أنها تتكاثر بهذه المواسم المُعشبة، فهل سنكون دائماً هدفاً لكل ناعق أجير كلما ظهرت عندنا جرادة أو فراشة أو دودة غريبة، أو غادرت فتاة مُغرَّر بها منهم بتخطيط مُسبق تدل عليه تصريحات الفتاة الأخيرة المتناقضة بين دعاوى التعنيف إلى تناولها لأحداث أخيرة تعني المملكة ولا تخصها ولها من يُجيد التعامل معها بدون صراخها المُمْلَى عليها ممن رتب خروجها وخدعها، ولا غرابة أن تُخدع طفلة فقد غرروا برجال وزودوهم بالسلاح والأموال و(صكوك إلى الجنة) بهدف التفجير والتخريب هنا ببلادهم.