هالة الناصر
حمل إعلان وزارة الصحة عن أحقية المرأة الحامل في التوقيع والموافقة على أي إجراء يخصها حال الولادة دون اشتراط توقيع ولي الأمر، العديد من المضامين والمعاني العميقة، فبالرغم من بساطة المعلومة التي قد تبدو للوهلة الأولى، إلا أن لها دلالة واضحة على ما أصبحت تتمتع به المرأة السعودية في الوقت الحالي، والتطور الهائل الذي حصدته خلال الأعوام القليلة الماضية على طريق الاستقلالية والتمكين.
فكم هو رائع أن تشعر المرأة بهذا القدر من الاستقلالية في أمر طبي يخصها هي وحدها؟ أن تشعر بأنها صاحبة القرار لأنها صاحبة الشأن، أن تفكر وتتصرف وتقرر وعلى الجميع أن يتقبل منها قرارها وتوقيع أوراقها الطبية دون الرجوع لأي طرف آخر، بالقطع هو شيء يحمل الكثير من المعاني في نفس المرأة ويجعلها تشعر بالثقة وبالقدرة وبشخصيتها الحقيقية، بل له تأثير إيجابي لا ينكر على حالتها النفسية في تلك الأوقات الصعبة التي تمر بها قبل وأثناء وبعد الولادة.
عمق المعنى الكامن وراء هذه المعلومة، تجلى في حالة المتابعة الواسعة التي شهدتها، فبمجرد نشر الوزارة لهذا المعنى عبر تغريدة في حسابها الرسمي على موقع «تويتر» تلقفته مختلف وسائل الإعلام السعودية، كما أصبح خلال دقائق أحد أكثر المواضيع مناقشة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولكن رغم هذا الاهتمام الكبير، فإن إعلان الوزارة لم يحمل جديدا، كما أنها لم تخالف اللوائح والأنظمة، حيث أن المعلومة التي نشرتها هي تجسيد حي وفعلي للأمر السامي الصادر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي وجه في رمضان الماضي بعدم مطالبة المرأة بالحصول على موافقة ولي أمرها حال تقديم الخدمات لها، وتوجيه جميع الجهات الحكومية بمراجعة الإجراءات المعمول بها لديها ولدى الأجهزة المرتبطة بها لتتوافق مع هذا الأمر.
إن تلك التفاصيل الصغيرة التي نصادفها بين الحين والآخر على وسائل الإعلام والمتعلقة بوضع المرأة، تكشف أن السعودية تسير بخطى حثيثة وواثقة على طريق التمكين للحصول على مجتمع متحضر يتجه لمنافسة جميع دول العالم، خطى حقيقية وفعلية لا مجرد شعارات أو كلمات جوفاء، تكشف أن المرأة السعودية تعيش حاليا أزهى عصورها وتتمتع بوضع استثنائي يجعلها ندا لكل النساء من مختلف بلدان العالم.