شهدت الأنشطة السياحية في المملكة إقبالاً من السيدات السعوديات في المملكة، سواء من حيث الاستثمار في مؤسسات تنظيم الرحلات والفعاليات السياحية أو العمل في القطاعات والمنشآت والأنشطة السياحية.
وكان نشاط تنظيم الرحلات السياحية الداخلية من الأنشطة الأكثر جذبًا للسيدات السعوديات.
ووفقًا لإحصائية حديثة لهيئة السياحة فقد بلغ عدد المستثمرات في نشاط تنظيم الرحلات السياحية 60 مستثمرة فيما يبلغ العدد الإجمالي للمستثمرين في هذا النشاط 659 مستثمرًا.
السيدة أريج خليل العبدالله إحدى المستثمرات في مجال تنظيم الرحلات السياحية، تقول إنها دخلت هذا المجال حبًّا فيه، مشيرة إلى أن كل العاملين معها في المؤسسة من السعوديات، وتقوم بتنظيم رحلات سياحية لمواقع تاريخية في مدينة الرياض، إضافة إلى رحلات برنامج (عيش السعودية) الذي تنفذه هيئة السياحة والتراث الوطني، كما تشارك في المعارض التي تنظمها الهيئة، مثمنة دعم الهيئة لها بمنحها الترخيص وتعميدها بتنظيم رحلات سياحية.
وتقول إن شركتها متخصصة في تنظيم الرحلات السياحية للسيدات من خلال إعداد وتقديم برامج سياحية متنوعة وتحت مظلة واحدة وضوابط إسلامية.
من جهتها تقول المستثمرة في الرحلات السياحية ورئيس القطاع السياحي السعودي في اتحاد المرأة المتخصصة التابع لجامعة الدول العربية اعتماد المسعري بأنها بدأت في الأعمال التطوعية التي منحتها الخبرة وانتقلت إلى مجال التصاريح الذي جعلها تبحث وتدرس أنظمة هيئة السياحة حتى حصلت على تصريح استطاعت من خلاله تنفيذ العديد من برامج الرحلات السياحية، مبينة أن سيدات الأعمال السعوديات تحتاج إلى الدعم الإعلامي.
وبينت المسعري أن الهيئة العامة للسياحة تدعم منظمات الرحلات السياحية من خلال التعريف بالرحلات التي تهدف إلى تعريف المواطن والمقيم والضيوف من الخليج بالأماكن الأثرية والمعالم السياحية وربطهم بالتراث العريق، وقالت: إن المرأة اليوم تخطت التحديات، وتقدمت بالمكانة التي تطمح بها، وهيئة السياحة دعمت القطاع بورش عمل ميدانية، وغير ميدانية، ورغم أن السياحة واجهت معوقات في بداية عملها، بداعي أنه لا يوجد سياحة في المملكة.
بدورها اكدت سلوى القنيبط صاحبة إحدى مؤسسات تنظيم الرحلات السياحية، على أهمية السياحة الداخلية وكيفية الاستثمار فيها كأحد روافد الاستثمار الحديث بالنسبة للمرأة، وقالت القنيبط: إن «القطاع السياحي مليء بالفرص الاستثمارية، ولا بد أن تجد المرأة به نصيبًا وافرًا في ظل التنوع الوظيفي والاستثماري»، وأوضحت إن نسبة تفوق المرأة في تنظيم الرحلات السياحية والتعريف بالسياحة الداخلية، كأحد أهم عناصر المنطقة، يتفوق على الرجل، حيث تمكنت المرأة من تقديم الصورة النموذجية، لتشجيع المستثمرات على الدخول في القطاع السياحي ورفع نسبة الاستثمار به.
وأضافت: «وجدت في السياحة شغفًا وخضت التجربة، خاصة أنني من محبي الرحلات والاطلاع والسفر، وتدرجت في رحلات إلى الدرعية والمصمك والأشياء البسيطة، ثم بدأت في ترخيص مكتب، والآن أشعر بأنني أكثر احترافية، وحان الوقت لننهض بحضارة وتراث بلادنا، والتمسك به بقوة، لأن لدينا عالمًا جميلاً في السعودية».
وتقول إن الدعم متوافر من الدولة بمنحي الترخيص والمشروعية، لكننا نحتاج إلى مزيد من تشجيع المواطنين على الخوض في التنظيم اللوجيستي للسائح الذي ينظم له تفاصيل الإقامة من نوعية الفندق الملائم، وحجز حافلة ومواصلات وتوفير مرشد ووجبات بجودة عالية ومكان جميل للتنزه، وهذا هو دور المنظم السياحي عبر التعليم والأساتذة، لأننا كمواطنين نعمل في منافسة مع وكالات سياحة دولية وإقليمية تبيع حزمة السكن والمواصلات والتذكرة، دون تركيز على إمتاع السائح وخلق علاقة تربطه مع السعودية كبلد جميل وغني بالتراث.
أما المرشدة السياحية السعودية عبير أبو سليمان فتؤكد أن النجاح في مهنة الإرشاد السياحي هو شأن كل امرأة سعودية، تسعى إلى إثبات ذاتها بالعمل والاجتهاد والتميز، وأوضحت أنها تسعى إلى تحفيز السعوديات المستجدات في مهنة الإرشاد السياحي على أن يكن سفيرات لنقل الهوية والتراث السعودي إلى العالم، واصفة المهنة بـ»الشيقة»، و«الممتعة».
وقالت أبو سليمان: «بدأت عملي معلمة لمادة اللغة الإنجليزية، لكنَّ عشقي لجدة وآثارها القديمة دفعني إلى إنشاء فريق قلب جدة التطوعي، للتعريف بالمنطقة التاريخية». وأضافت أن عديداً من العائلات تفضل أن ترافقها مرشدة في رحلاتها السياحية، لافتة إلى أن «الإرشاد السياحي» مهنة تتطلَّب ممن يزاولها التمتع بصفات كثيرة، من أهمها الثقافة العامة، والإلمام الواسع بالتاريخ والجغرافيا، إضافة إلى امتلاك الشخصية المحببة، واللباقة في الحديث، والطريقة السلسة في إيصال المعلومات، فهذه الصفات غالباً ما تجعل المرشد قريباً من السياح.
وترى المرشدة السياحية مريم الحربي الحاصلة على جائزة التميز السياحي لعام 2017 أن المرأة السعودية مؤهلة للنجاح والتميز في مهنة الإرشاد السياحي.
وقالت إنها أحبت المهنة التي شعرت أنها جزءٌ منها ومن حياتها، حتى وصلت بها إلى منصة التتويج، والحصول على لقب «أفضل مرشدة سياحية في المملكة»، لتؤكد للجميع وخاصة بنات جنسها، أن المرأة قادرة على النجاح وتحقيق المستحيل مهما كانت الظروف، حتى وإن كان في مهنة لطالما احتكرها الرجال.
- تعمل مريم الحربي الحاصلة على ماجستير آثار إسلامية جامعة الملك سعود، مرشدة سياحية، وباحثة أثرية، ورائدة أعمال وناشطة في مجال السياحة في السعودية.
وتقول إن العمل في مهنة الإرشاد السياحي ممتع جدًا، ولكنها في الوقت نفسه ليست بالمهنة السهلة؛ فالمرشد السياحي سفير للوطن داخل وطنه، وهو أول شخص يتعرَّف عليه الوفد السياحي، لذلك يقع على عاتق المرشد السياحي ترك صورة حسنة عن بلاده.
- وتضيف بأن جميع الصعوبات التي كانت تواجه المرأة السعودية تلاشت مع رؤية المملكة 2030، واليوم تحمل رخصة مرشد سياحي، وهي أول رخصة تصدر لسيدة سعودية لمزاولة المهنة.
وكانت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد منحت مؤخرًا أول ترخيص لمستثمرة سعودية بمحافظة عنيزة بمنطقة القصيم لمزاولة نشاط تنظيم الرحلات السياحية.
وأوضح مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالقصيم إبراهيم بن علي المشيقح أن المواطنة المستثمرة نورة الموسى تسلمت أول ترخيص نسائي لمزاولة تنظيم رحلات سياحية داخلية نسائية وتقديم خدمات تنظيم الرحلات وترتيب خدمة الإقامة والإيواء السياحية وخدمات النقل وتأجير السيارات للأغراض السياحية ورحلات سياحية مع خدمة الإرشاد السياحي والتأمين على السفر. وبين أن ترخيص المستثمرة يعد أول ترخيص نسائي بمنطقة القصيم لنشاط تنظيم الرحلات السياحية، ويضاف للاستثمارات النسائية الأخرى في القطاع السياحي بالمنطقة سواء في منشآت الإيواء السياحي أو تنظيم الفعاليات السياحية، مشيراً إلى أن المرأة السعودية شريكة في التنمية السياحية وهناك العديد من فرص العمل والاستثمار في القطاع السياحي التي تتماشى مع احتياجات المرأة السعودية كعاملة أو مستثمرة وبما يتماشى مع تقاليد وعادات المجتمع السعودي ويسهم في تحقيق رؤية المملكة نحو توطين الوظائف وتوفير فرص العمل.