فهد بن جليد
بعد إطلاق تطبيق مساجد، الخطوة المُتقدِّمة والموفقة من وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ - وفقه الله - (سبق أن كتبت هذا المُقترح في مقال سابق يوم 1 يونيو 2017م تحت عنوان تطبيق المساجد الإلكتروني)، أعتقد أنَّ الوقت مُلائم الآن لإدخال كاميرات المُراقبة إلى عموم المساجد والجوامع في المملكة، كخطوة إلزامية ومشروع تقني له فوائد عدة فهي تحمي دور العبادة من العبث والمُتسوِّلين، وترصد أي ظواهر مُريبة تهدِّد أمن وسلامة المسجد والمُصلين، وتحافظ على عدم استخدام أو استغلال بيوت لله لغير ما خُصِّصت له، فكاميرات المُراقبة من أدوات واشتراطات العصر فيما يخص المباني الحديثة (الحكومية والخاصة البنوك والمصارف والأسواق..) وبيوت الله على رأس أهم المباني التي تحظى بأولوية واهتمام من الجميع، ولا أدلَّ على ذلك من توفر هذه الكاميرات في المسجد الحرام والمسجد النبوي وأكبر وأشهر المساجد في العالم الإسلامي.
المسألة اليوم يحكمها اجتهاد شخصي من بعض الأئمة والخطباء (لتسجيل خطبهم وتلاواتهم)، أو حتى من بعض المُتبرعين ببناء المساجد أو ترميمها (سبق أن كتبت مقالاً عن ذلك بتاريخ 16 مايو 2016م بعنوان كاميرا المسجد وكاميرا الإمام)، وهو ما يتطلب أن تصبح الخطوة مشروعاً إلزامياً تشترطه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المساجد الجديدة التي تحت الإنشاء, وتعمل على تطبيقه في كافة المساجد والجوامع القائمة في المملكة، ليتكامل جزء مهم من المنظومة التقنية والرقابية, بما لا يؤثِّر على قدسية وطمأنينة وخصوصية المساجد والمُصلين, بل يبعث على مزيد من الطمأنينة والراحة، ويرفع مستوى كفاءة الخدمات في دور العبادة لتنسجم مع مشروع أطلقته الوزارة (قبل عامين) لتحويل المساجد في المملكة إلى مبانٍ خضراء صديقة للبيئة، تعمل بالطاقة الشمسية وتنتج الفائض منها بدلاً من أن تكون مباني مُستهلكة خصوصاً في فصل الصيف، مع استخدام أجهزة التكييف بشكل كبير ومُكلِّف جداً (راجع مقالي يوم 5 نوفمبر 2017م بعنوان المساجد الخضراء).
وجود معالي الشيخ عبداللطيف آل الشيخ على رأس الوزارة اليوم وهو الوزير المعروف بتقبله كل فكرة جديدة تُسهم في تطوير وتحسين عمل الوزارة وخدماتها, يجعلني أعيد طرح أفكار كتبتها في سلسلة مقالات سابقة عن المسجد ومكانته ودوره المتوقّع خارج وقت الصلاة بما يتماشى مع دوره في التاريخ الإسلامي (انظر مقالي يوم 19 مايو 2016م بعنوان أدوار جديدة للمسجد خارج وقت الصلاة).
وعلى دروب الخير نلتقي.