ميسون أبو بكر
أثناء انتشار خبر منح كندا اللجوء السياسي للفتاة السعودية رهف كنت في أمريكا بهيوستن تحديدا، وقد كانت ردة فعل من حولي من أصدقاء أمريكيين وعرب كبيرة حيث أدهشهم الموقف الكندي وردة فعل وزيرة الخارجية الكندية التي وصفها البعض بالغير مسؤولة والمتهورة والمنافية للعرف الدبلوماسي، فقصة الفتاة التي ادعت أنها تعاني عنفا أسريا والتي لم تلجأ لكندا بالأصل لم تكن تحتاج كل هذا الاندفاع والتدخل السافر بشؤون ليست داخلية فحسب بل أسرية حيث لم يكن هذا التدخل حبا برهف أو عملا إنسانيا، حيث قصة التعنيف قد لا تتعدى مفهوم التربية الأسرية والانضباط والحرية المسموح بها لمراهقة تعيش وسط ثقافة عربية وأطر دينية.
رهف التي لا تجيد اللغة الإنجليزية والتي غرد نيابة عنها من يكيد للمملكة من الجانب الكندي الذي سارع باحتضان قضيتها لظنه أنها ورقة رابحة يستطيع استخدامها ضد المملكة؛ فقد أخطأ الحسابات وتورط أمام المجتمع الدولي الذي لم يقنعه منح كندا اللجوء السياسي لرهف ورفضها لنساء من اليمن كن قدمن قبل فترة قصيرة من قصة رهف إلى اللجوء لكندا ورفضت الحكومة الكندية رغم المعاناة والتشرد الذي تعيشه تلك النساء.
اتخذت الحكومة الكندية من مسألة عائلية قد لا تصل للتعنيف وقد تكون ضمن نطاق التربية والانضباط قضية دولية لإدانة المملكة وهي قضية واهية لطفلة لا تعي ما الذي أقدمت عليه بالأصل، وقد وقعت ضحية لمن سيس قضايا المرأة السعودية بحجة الدفاع عنها والغرض ليس إنسانيا أبدا وإلا لكان الأولى حماية حقوق النساء المعنفات في كندا أو اللاتي يبتن في الشوارع تحت سماء عارية وفي أجواء متجمدة وعلى بقايا الطعام الذي يعطى لهن من المارة أو ذلك الذي تحصلن عليه من القمامة.
سأختم مقالي بالدعاء الذي أورده د. عبدالله الغذامي في تغريدته المؤثرة «موجعة هي قصة رهف، قلبي معها ومع أهلها، فكم من الألم عانته عائلتها الكريمة.. خوفي على البنت ومصير حياة لا يقين فيه وعاطفتي مع عائلة تعرضت لعواصف لا طاقة لهم بها.. أسأل الله أن يحفظ رهف من مغبات الظلام والتيه».