خالد الربيعان
السنوات القادمة لن يكون هناك مجال للتلفاز يا عزيزي، تذكر كلامي، فتكنولجيا مثل الواقع الافتراضي أو virtual reality، تجد أنها واسعة في الانتشار «الغريب»، ويسوق لها بشدة، إلى الحد الذي دخلت فيه أندية كبيرة في كرة القدم بشراكات مع منتجيها مثل مانشستر سيتي وبعض أندية البريمرليج، غير أن الVR ونظاراته تباع لتجد «تلفازًا افتراضيًّا، في منتهى الجاذبية» يرتبط بجوالك مباشرة لتشاهد عليه ما تريده!
هذا يصغر من دور التلفاز، ويقلل وقت المشاهدة له، ومن زاوية هامة مرتبطة به وهي: «أشياء معينة لا بد أن تراها ولا غيرها، محددة ببرنامج مسبق»!
وماذا عن كبار الفضاء الإلكتروني وحيتان التواصل الاجتماعي؟؟ حسناً، إن أمازون اشترت حقوق بث البريمرليج، وهي الطرف الثالث الفائز بدورة البث الجديدة من 2019 لـ2022 مع شبكة بي تي سبورت البريطانية وشقيقتها الكبرى سكاي!، أمازون هذا السوق الإلكتروني الكبير سيذيع مباريات البريمرليج بشكل مباشر على تلفاز أمازون على موقعه الإلكتروني وطبعاً للمشتركين بهذه الخدمة في أمازون!، نفس دور شبكات البث التلفزيوني منذ عقود!
لا تنس أن أمازون لها من الإمكانية المالية ما يمكنها من اقتناص هذا الدور، دورة بث البريمرليج الجديدة هذه كلفت الثلاثة أطراف الذين ذكرناهم ما قيمته: 5945 مليون يورو أي ستة مليارات تقريباً، بواقع 1983 مليونًا في السنة.
كل هذا معناه تراجعٌ لدور التلفاز «ووجوده»! في المستقبل القريب، ليصيبه مثل ما أصاب صناعة الكاميرات الفوتوغرافية.. هل تتذكرونها؟! مع هبوط الاختراع العجيب: الهاتف الذكي، وتزايد جودة كاميراته وظهور وانتشار عادات عالمية معينة كالسيلفي التي عززت استخدام كاميرات الهواتف ومزيداً من نبذ الكاميرات الفوتوغرافية!
في 2009 كان عدد الكاميرات الفوتوغرافية المصنوعة عالمياً 105 ملايين، والعدد أصبح في تناقص بمرور سنوات تعملق وانتشار الهاتف الذكي، ليصبح عدد الكاميرات المصنوعة في 2016 : 23 مليون كاميرا فقط.. أي أن «السوق انضرب» كما نقول في مجلس!
نزيد من الشعر بيتًا: (غير أن الفيس بوك ينقل البريمرليج حصرياً في «تايلاند»)، بل إن اليوتيوب اشترت حقوق بث الليجا الدرجة الثانية ليجا 1 2 3 كما تسمى، بعد مراقبة الأوضاع لمدة عامين كانت فيها إحصائيات 2016 تبين أن الليجا هي الأشهر على يوتيوب بأكثر من 2 تريليون مشاهدة شهرياً لمقاطع مختلفة على قنوات الأندية والرابطة!
هذا شجع البداية بخطوة بث الليجا 1.2.3 أو الثانية، في 155 دولة حول العالم، على قناة الرابطة على يوتيوب، مباشرةً، بالتعليق الإنجليزي، ومراقبة الوضع، خاصة أن البث مُغطَّى مجاناً لدول السوق الأوروبي كإيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، والمسؤول عن البث في رابطة الليجا قال إنها فرصة أكبر لزيادة جاذبية المسابقة ونشرها أكثر، وعن اليوتيوب فهو اختبار عملي «أوَّلي» جاد جداً للمرحلة القادمة من البث!
وما سنلبث حتى نجد القنوات الرياضية تبث برامجها على منصات التواصل، وقتها ربما ستختفي المجالس التي يجتمع فيها المرء مع أصدقائه ومن يحب مشاهدة مباراة وستوديو تحليلي بعدها مليء بالطقطقات والسواليف!
لا أدري ما سيحدث بالضبط في المستقبل بكافة تفاصيل الأمور، ولكن ما أنا متأكد منه.. أننا في حاجة قريبة للتخلص من أجهزة وشاشات التلفاز في منازلنا!.. أو نحتفظ بها لتكون «تحفًا جميلة».. من النوع الكلاسيك!
تحذير مارك!
مارك زوكربرج في 2017 وفي مؤتمر مؤسسة فيس بوك السنوي التي يمتلكها، أشار إلى أن التلفاز بمعناه القديم سيختفي في المستقبل، وأنه يمكننا «شراء تطبيق TV بدولار واحد، حيث يمكننا التخلي عن الأشياء المادية غير الضرورية».. بل إنه يتنافس على ذلك مع آبل وجوجل!، حسناً يا مارك: التلفاز ضروري عندي، سأجعله للعب البلاي ستيشن.. ماذا تقول؟.. بلاي ستيشن نفسها طورت تكنولوجيا للعب بواسطة الواقع الافتراضي!... شكراً!