الثقافية - محمد المرزوقي:
اختار العمارية في العاصمة الرياض، لينطلق من «محلية» المكان، إلى العالمية، في تجربة (عملية)، مع صياغة القصة، وإنتاجها سينمائيا، هي الأولى للشاب رائد السماري، الذي يقول: «تغلبنا على نقص الخبرة بالحماس، بأن نقدم فكرة مختلفة، فلربما كان سر النجاح الإصرار على المحلية التي تعكس ثقافتنا المحلية، ونقدم من خلالها قصة ذات دلالات مرتبطة بثقافتنا، وذات عمق بتراثنا، وإرثنا، وقيمنا المجتمعية»، جاء ذلك خلال حديثه، بمناسبة إقامة الهيئة العامة للثقافة، العرض الأول لفيلم «الدنيا حفلة»، ممثلة في المجلس السعودي للأفلام، وذلك في سينما (فوكس)، بمركز الرياض بارك، بمدينة الرياض، وذلك ضمن دعم الهيئة ممثلة في مجلسها لدعم الفيلم السعودي.
وفي سياق حديث السماري، عن النجاح الذي حققه فيلمه السينمائي «الدنيا حفلة»، إذ هو الفيلم السعودي المرشح لـ»مهرجان سانداس السينمائي»، قال السماري: على الرغم من وجود رؤية في قصة الفيلم، وفي طريقة إنتاجه، إلا أنني لم أكن حينها مهتما بمدى قدرة ما سأنتجه على أن يكون منافساً في المهرجانات، وخاصة المهرجانات السينمائية العالمية، كما لم أكن حينها أيضاً أفكر في قدرة الفيلم على حصد الجوائز، وإنما ما النجاح الذي يمكن أن نصل إليه من خلال «الدنيا حفلة»، في تسويق ثقافتنا؟ بطريقة مختلفة؟ وطريقة أعمق من غيرها في تقديم القصة، وذلك من خلال الرهان على المحلية، التي أؤكد على أنها قادرة على الوصول إلى العالمية والمنافسة فيها، وهو ما تعلمته خلال دراستي لفن السينما، إذ كان تركيزي منصباً على أحد مبادئ ما تعلمته، بأن أقدم ما لا يستطيعه غيري، بأسلوب مختلف، إذ بدأنا قصة الفيلم ارتجالاً، مع أنني كتبته باللغة الإنجليزية، كقصة كتبتها بوصفها عملاً جامعياً، سعيت من خلاله إلى تجسيد المبادئ الحديثة في الإنتاج السينمائي.
وقد جاء الفيلم من بطولة، سارة بالغنيم، وسارة الطويل، فيما اعتبرت «رهف»، أن النجاح الذي تحقق لهذا الفيلم المحلي، جاء نتيجة لتظافر شخصيات الفيلم أصحاب التجربة (الأولى) في السينما، وبأن مرد نجاح ممثلي الفيلم، هو وجود تلك المساحة من الحراك لشخصيات التي تشكلت عبر ملامحها قصة الفيلم، بأداء روح الأسرة التي تسعى إلى هدف يجمعها، فيما اعتبرت «سارة» أن المرحلة الأكثر تحدياً، التي ستبقى عالقة بأذهان (أسرة) الفيلم، هي تلك المرحلة التي كان الجميع يعمل خلالها على «تقمص» الأدوار، في بيئة محلية - العمارية - لنقدم من خلالها قصة محلية تقدم الإنسان وتجسد المكان.
كما جاء في حديث السماري لصحيفة «الجزيرة»: تعلّمت في دراستي للسينما في جامعة نيويورك، أن قاعدة أي قصة هي الشخصية، فالقصة تنبع من الشخصية نفسها، فمتى ما كانت الشخصية (ثلاثية) الأبعاد، ولها عمق، فإن القصة ستأتي من الشخصية، وستنبعث من ملامحها وأدائها، لا العكس، فما كان سائدا في الإنتاج السينمائي وما هو دارج في الكثير من الأعمال أن الشخصية هي التي تخدم القصة، إلا أنني لست من أصحاب هذا الاتجاه في الإنتاج السينمائي، إضافة إلى كوني أميل في القصة إلى الشخصيات (غير المحبوبة)، لأنها من خلال المعاناة تستطيع أن تثير لحظات من الدهشة، ومن لفت المشاهد إلى دلالات القصة، وتزيد من تعميق الصورة تجاه ما تقدمه من مضامين وثقافة عبر معانتها، إذ إن «سارة»، التي عاشت معانتها مع إقامة حفلتها، ظلت تنتقل من مشهد إلى آخر عبر معانتها مع أحداث حفلتها، التي تظهر في نهاية الفيلم وهي لم تتعلّم الكثير مما واجهته من متاعب في الإعداد لحفلتها.