حمد بن عبدالله القاضي
هؤلاء الذين أعطوا لوطنهم ومواطنيهم بالوزارات التي تولوا قيادتها ثم غادروا مقاعدهم نحتفظ لهم بهذا الوطن: قيادة ومواطنين بكل الوفاء والامتنان، وقد جاء من خلفوهم ليكملوا ما بدؤا به وليضيفوا إليه عطاءً وتطويرًا.
وأذكر كنماذج منهم معالي وزير التعليم د. أحمد العيسى الذي اجتهد وأعطى، وكان آخر ما ختم به مسيرة عطائه للتعليم: إعادة مواد الإملاء والخط وسبقها الكثير من المبادرات، وجاء خلَفَهُ معالي د. حمد بن محمد آل الشيخ ليستكمل العطاء للأجيال.
ونذكر معالي المهندس عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون البلدية والقروية الذي وظَّف خبرته البلدية الطويلة من خلال توليه الوزارة فاجتهد وأعطى، وجاء بعده الوزير المكلَّف د. ماجد القصبي الذي بدأ بحراك جديد بمفاصل الوزارة وخدماتها ليطور ويضيف لما قدمه سلفه.
وكذا الشأن بالإعلام فقد بدأ معالي د. عواد العواد بخطوات إعلامية موفقة استكمل بعضها، وجاء معالي أ. تركي الشبانة لينطلق بالوزارة إلى آفاق جديدة بحكم خبرته الميدانية بانيا على ما تحقق من مبادرات من سبقوه.
ووزارة الحرس الوطني فوزيرها السابق الأمير خالد العياف، رغم قِصَر مدته اجتهد وأعطى وآخر ما أشرف عليه من أعمال الوزارة: مهرجان الجنادرية وجاء بعده الأمير عبدالله بن بندر الذي رأينا بعضا من حيويته ونشاطه في أقدس البقاع خلال عمله نائبا لأمير منطقة مكة المكرمة، وحسبه ما قاله عنه سمو الأمير المثقف خالد الفيصل. لذا فمن المنتظر أن ينطلق بالحرس الوطني إلى فضاءات جديدة بوصفه كياناً عسكريًّا يساهم باستقرار الوطن وحراسته، فضلا عن عطاءات الحرس الوطني الصحية والثقافية.
وأخيراً وزارة الخارجية التي اختير لها رجل الخبرة والخلق د. إبراهيم العساف لينطلق بمنظومة تنظيمها وهيكلتها ولتفعيل ممثليات المملكة بالخارج لتؤدي مسؤولياتها بمواجهة التحديات التي تواجهها بلادنا بحضورها السياسي والاقتصادي والحضاري، وظلَّ معالي أ. عادل الجبير وزير دولة للاستمرار بالنهوض بأعباء تمثيل الوطن بالكثير من المحافل الخارجية، مركِّزًا جهده عليه فيها كما كان سابقا وأكثر بعد أن خفَّت عنه بعض أعباء الوزارة.
هذا هو الوطن: رجال يعملون ويعطون ثم يأتي بعدهم رجال يضيفون
وأستشرف أن يبادر مسؤولو كل وزارة إلى لمسة تقدير لوزيرها السابق وذلك بتسمية أحد المنجزات أو المشروعات التي تمت في ولاية السلف لتكون باسمه وفاءً وإيفاء له ونحن نعيش بوطن الوفاء.
* * *
=2=
الأحبة والحياة قصيرة
يعزّ عليك عندما يكون بيننا وبين أعزة تواصل و»عيش وملح»
ثم يتقلص أو يغيب ذلك بسبب مشاغل الحياة
لكن لو تذكرنا أن الدنيا قصيرة لحرصنا على التواصل مع من نحبهم
فهم الذين يغدقون على حياتنا جمال الحياة بعذب أحاديثهم ومتعة اللقاءات بهم تلك التي تقلص من متاعب الحياة وجفافها
* * *
=3=
آخر الجداول.
هل أوفر بهاء وأنصع بياضًا من «ضِحكة الأطفال».
التي تنسكب على شفاهم فرحًا
وتنسكب على قلوبنا راحة فتنسينا متاعب الحياة وأعباءها
فلا تُنسنا أعمالنا ولا تسرق أوقاتنا مشاغلنا عن هذه الابتسامات التي تخضّب قلوبنا وقلوبهم بالفرح فتؤنسنا وتسعدهم:
«وياربّ من أجل الطفولة وحدها
أفضْ بركات السّلم شرقا ومغربا
وصُنْ ضِحكة الأطفال يا ربّ إنها
إذا غرّدت في مجدب الرمل أعشبا»