عثمان أبوبكر مالي
حدث رياضي كروي وأوروبي، بل عالمي كبير، تستضيفه المملكة العربية السعودية اليوم الأربعاء في مدينة جدة عندما يقام على استاد ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبد العزيز الرياضية (الجوهرة المشعة) مباراة كأس السوبر الإيطالي التي تجمع بين فريقَي (جوفنتوس) بطل (ثنائية) الدوري والكأس في إيطاليا الموسم الماضي وفريق إي سي ميلان (وصيف) بطل الكأس.
أهمية الحدث مأخوذة من قيمة ومكانة الكرة الإيطالية؛ فالدوري الإيطالي (الكالشيو) يعد من دوريات الصف الأول و(النخبة) في أوروبا، ويأتي ترتيبه حاليًا بين الرابع والخامس بعد أن بدأ الدوري البرتغالي ينازعه المنافسة على هذا المركز في السنوات الأخيرة التي شهدت تراجعًا كبيرًا في مستوى ونتائج الكرة الإيطالية، كان من أسوئها فشلها في التأهل إلى (مونديال 2018م) الصيف الماضي في روسيا، بالرغم من أنها تحمل ثاني أفضل الأرقام في العالم تحقيقًا للبطولة العالمية (4 مرات) مشاركة مع ألمانيا، وبعد البرازيل صاحبة الرقم الأعلى في مرات الفوز بالكأس العالمية (5 مرات). ولا ينسى التاريخ أن إيطاليا هي أول دولة تحقق البطولة مرتين متتاليتين عامَي (34 و1938م).
وبالرغم من العمر الطويل للدوري الإيطالي الذي يزيد على مائة وعشرين عامًا؛ إذ تعود انطلاقته - حسب مصادر تاريخية - إلى عام (1898م)، إلا أن كأس السوبر عمرها فقط 31 عامًا (بدأت عام 1988م)، وهي (قصة قصيرة) من فصل واحد؛ إذ تُلعب من مباراة واحدة على ملعب بطل الدوري (وهناك استثناءات).
تأخُّر السوبر الإيطالي أتوقع أنه يعود إلى (القيود التنظيمية) التي تطبقها الكرة الإيطالية، وعدم انفتاحها (في السابق) على المستجدات؛ وهو ما حد من سرعة نموها على نحو ما يحدث لدى بعض جيرانها نخبة الكرة الأوروبية (إسبانيا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا). ولا شك في أن (الكالشيو) بدأت تتخلص من تجاعيد الماضي المقيدة لها، وأصبح هناك اليوم في دوريها (أحاديث) عن نجوم مواهب صغار صاعدين، تقل أعمارهم عن 23 عامًا، بل أصبح لهم تصنيف في الإعلام، وهو تغيير في (تقليدية) الشعبية للعبة هناك، إضافة إلى تغير لغة تسويقها، وضم نجوم الشباك والملايين، على نحو ما قام به جوفنتوس مع كريستيانو رونالدو.
مشاركة الدون في المباراة محور مهم جدًّا في (القصة القصيرة)، وربما أكثر مناطق وموضع نظرة (فوكس) العالم؛ فهي أول بطولة يلعبها بقميص فريقه الجديد، وإذا فاز بها فستكون البطولة الأولى له مع (السيدة العجوز) منذ صفقة انتقاله (التاريخية) الصيف الماضي.
وستكون القصة نعم قصيرة، وفي الوقت نفسه حتمًا ستكون (مثيرة) جدًّا.
كلام مشفر
* بهدوء، ومن غير مجهود كبير، تقدَّم الأخضر الشاب المشارك في بطولة كأس آسيا إلى الدور الثاني من البطولة بغض النظر عن نتيجة مباراته غدًا. المباراة على صعيد التأهل وانتزاع بطاقة التأهل ليس لها أي أهمية، لكنها ذات أهمية بالغة على الصعيد المعنوي، والسعي لتحقيق صدارة المجموعة والعلامة الكاملة من النقاط في انتظار الكبار.
* اهتمام عالمي كبير بالبطولة منذ تحديد موعد ومكان إقامتها، وزاد الاهتمام بعد وصول الفريقين الكبيرين إلى جدة، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وكثير من وسائل الإعلام الإيطالية والأوروبية تعنون أخبار المباراة ومعلوماتها بصبغة العروس الحالمة، وما تشهده من تطور وتغير كبيرَيْن.. وتلك واحدة من المكاسب العديدة.
* الفريقان هما أكثر الفرق الإيطالية فوزًا ببطولة الدوري (الكالشيو) مع الفارق الكبير لصالح اليوفي، وهما أيضًا يتساويان في مرات الفوز ببطولة كأس السوبر بعدد سبع مرات؛ وستكون (مباراة جدة) فاصل التفوق للفائز منهما.. وتلك إثارة أخرى.
* اليوم أول ظهور حقيقي لفريق الاتحاد الجديد بأهم الأسماء التي تم استقطابها، التي بدأ أولها وصولاً الإيفواري سيكو سانجو بالمشاركة في مباراة الفريق الأولى ضمن مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين أمام فريق الجبيل، وكان مستواه مطمئنًا.
* مشاركة اللاعبين الجدد مباشرة، وفور وصولهم، يسجَّل لإدارة لؤي ناظر؛ لأنها ستأتي من غير انتظار كما كان يحدث كثيرًا من قبل. ومن حسن حظ الفريق أن تكون أول مباراة للمجموعة الأكبر أمام الوشم بحثًا عن مزيد من التفاهم والانسجام.
* لم يَقْدُم لاعبو الاتحاد (الجدد) بالشكل المطلوب والمنتظر، ولا يقلل هذا من المؤتمر الصحفي الذي أُقيم لقدومهم. التقديم الحقيقي والمنتظر من الجماهير ومحبي النادي هو من اللاعبين أنفسهم، ومن خلال المباريات التي سيخوضونها مع الفريق ورحلة (الإنقاذ السريع) المنتظرة منهم، وهي المهمة أو التحدي الذي سيخوضونه مع أنفسهم وزملائهم ضد المنافسين.