يوسف المحيميد
في معرض أسبوع أبوظبي للاستدامة المنعقد حاليا في العاصمة الإمارتية، والذي تشارك فيه 850 شركة من 40 دولة، المملكة إحدى الدول الراسخة في هذا الأسبوع منذ سنوات، يظهر شغف العالم واتجاهه نحو تأمين مستقبل طاقة مستدامة، وهو ما يجعل الحياة أسهل وأكثر اطمئنانا فيما يخص ديمومة الطاقة، فضلا عن الحفاظ على بيئة نظيفة.
ولا شك أننا من خلال رؤية المملكة 2030 نسعى إلى الإسراع نحو هذا الهدف، بوضع حجر أساس عدة مشاريع في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في كل من سكاكا ودومة الجندل، وكذلك مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة، لنؤسس لمستقبل طاقة مستدام، حتى وإن كنا نمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم، والذي تم الإعلان عن نتائج تقييمه مؤخرا بالاعتماد على شركة عالمية أمريكية مستقلة.
كل هذه الخطوات المهمة تقودنا إلى مستقبل اقتصادي راسخ، لكننا بحاجة إلى خطوات مماثلة على المستوى المعرفي التثقيفي توازي هذا النمو الاقتصادي، لتعريف الأجيال القادمة بأهمية الطاقة في حياتهم، وأين تسير مشروعاتنا الجديدة، وأين سنقف في المستقبل القريب كإحدى أكبر دول العالم تصديرا للطاقة، كما نحن أكبر الدول تصديرا للنفط على مدى عقود طويلة.
ولا شك أن أهم طرق المعرفة والتثقيف تأتي في مراحل التعليم العام، وفي التعليم الجامعي، والاستثمار المطرد في الكوادر البشرية من شبابنا وشاباتنا، كي يقودوا دفة المستقبل، من خلال تجارب الابتعاث للدراسة في مجالات توليد الطاقة، وتأسيس تخصصات وجامعات في مجالات الطاقة المختلفة، هو أمر مهم وحيوي، كما فعلنا منذ عقود بتأسيس جامعة مختصة للبترول والمعادن.
وإذا كان المستقبل أمامنا، فبإمكاننا أن نبلغه سريعا، نسابق الأمم والحضارات، ونتجاوزها بفعل الإرادة والطموح والإخلاص في بناء وطن المستقبل.