حمد بن عبدالله القاضي
** كتب السير الذاتية أجد فيها الصدق، ما عدا «السياسية» فالزيف يغلب عليها.
بين يديَّ كتاب جذبني كثيراً.
«بصمة حياة: سيرة وأفكار وذكريات» للكاتب أ. عبدالله عبدالرحمن العقيل.
هذا الكتاب تحس بالحميمية، معه بدءاً من حديثه ومواقفه العذبة مع أبيه وأمه وأخته وزوجته وأبنائه.
الكتاب ليس سرداً لحياة أو إطراءً لذات، لكنه أراد أن يزرع فيه القيم مستنداً على ثقافته الدينية فضلاً عن قصة الطموح والعصامية مع إخوته وكيف كانت»الأمانة» شعارهم.
ثم جاء فصل جميل عن»الأوقاف» بتاريخ المسلمين، انطلق من منهج ديني قامت عليه الأوقاف.
ثم الفصل الجميل «الوطن: أرض وهوية وحنين».. وهو يمثّل بصفحاته عشقه لوطنه الذي جسَّده عطاء له وليس تغنياً به.
ثم روى بفصل»حياة الإبل» قصة حبه وصداقته لها بالصحراء.
«أفكار ورؤى» لعله أعمق وأجمل فصول الكتاب فقد دوَّن فيه رؤاه حول الكون واختلاف الناس والإيمان والعلاقات بين الناس عاضداً رؤاه بنصوص من كتابنا المقدس وأحاديث رسولنا صلى الله عليه وسلم.
وقد ساق ذلك بطرح مشوِّق يحفِّز على التأمُّل وينشر الإصلاح، وما أصدق ما قال المؤلف بكتابه: «هو خطوة على سبيل النجاح الذي يقاس بما أعطيته لا بما أخذته وأضاف «قدمت بالكتاب سيرتي دون تحفُّظ ليستفيد جيل أمتي الواعد» وقد صدق.
هذا السفر لم تكن سطوره تنظيراً، بل جاءت عبر رحلة مع الصبر والفشل والنجاح، وكان قوامه فيها الإيمان وترياقه من كل فشل الطموح.
إنه كتاب يستحق القراءة والتأمل وكم أتوق أنه يقرأه الجيل الواعد ليستفيد ويستمتع من سيرة هذا المؤلِّف الناجح البار التي عرضها بكتابه مازجاً إياها بمواقف مؤثّرة بحياته وخضّبها بأسلوب أدبي جميل متوجاً لها بعذب الشعر وعميق الحِكَم.