«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
لا زال قائد فريق الهلال الكابتن محمد الشلهوب يجد القبول التام من جماهير ناديه، ويحظى بشعبية طاغية في الأوساط الرياضة بشكل عام والهلالية بشكل خاص، وذلك في حالة نادرة الحدوث، إذ إن النجوم أمثاله متى وصلوا لمرحلة معينة من العمر وقل العطاء والمردود الفني داخل المستطيل الأخضر، تناقصت شعبيته، وزادت المطالبات الجماهيرية باعتزاله، إلا أن جاذبية محمد الشلهوب لا زالت تمنع الجماهير من الاعتراض عليه، أو الوقوف ضده، أو المطالبة باعتزاله، وهذا لم يسبق وأن حدث مع أي نجم سعودي، إذ سبق وأن طالبت الجماهير باعتزال نجومها التي تقدمت في السن، ولم يعد لديها قدرة على العطاء.
الشلهوب صاحب الـ37 عاماً والذي ملك الجماهير الرياضية بأخلاقه العالية، ونجوميته الفذة، لا زال يواصل الركض مع الهلال، بعد أن حقق معه 29 لقب كأكثر لاعب هلالي حقق بطولات مع فريقه، بل إن بطولاته تجاوزت في عددها أغلب بطولات الأندية، وهذه أيضاً حالة نادرة ثانية.
أما الحالة النادرة الثالثة، والخاصة في محمد الشلهوب فقط، فهي تسجيله في جميع الدوريات التي شارك فيها منذ أن لعب في الفريق الهلالي الأول في عام 2000، وفي ذلك الموسم انطلقت نجوميته وبرز، واستمر في العطاء وتسجيل الأهداف حتى الموسم الحالي 2018-2019 والذي لعب فيه أمام فريق الرائد استطاع أن يسجل هدف السبق لفريقه في الدقائق الأخيرة قبل أن يأتي التعادل ورغم أنه لم يلعب إلا في الربع ساعة الأخيرة من المباراة.
الشلهوب لم يسبق أن لعب في موسم ولم يسجل، وهذه تحسب للموهوب محمد الشلهوب، إذ أنه لاعب وسط وليس مطلوب منه التسجيل بقدر صناعة اللعب، ولكن الموهوب استطاع أن ينفرد برقم خاص له، ليسجل التاريخ هذه الحالة النادرة على مستوى العالم باسم محمد الشلهوب، وهكذا هم العظماء يصنعون الفعل، ويتركون التاريخ يسجل أسماءهم بماء من ذهب.