فيصل المطرفي
نجح منتخبنا الوطني في خطوته الأولى والثانية وتمكَّن من تحقيق فوزين متتاليين أمام كوريا الشمالية ولبنان مكناه من خطف بطاقة التأهل والترشح للدور المقبل من كأس الأمم الآسيوية، الأخضر لم يظفر بالفوز والتأهل فقط، بل حقق مكاسب عديدة، من أبرزها ظهوره ببداية رائعة وقوية وثوب مغاير خالف بعض التوقعات ليلغي كل البدايات المؤلمة والسيئة التي كانت تصاحب الأخضر في العديد من الاستحقاقات، علاوة على تحقيقه لانتصار معنوي بعد الكثير من الإحباطات التي رافقت المنتخب وكادت أن تعصف بآماله وتعيد لنا على الأقل تجربتي عامي 2011 ، و2015 اللتين كان فيهما الأخضر على غير العادة ضيف شرف على البطولة الآسيوية حلَّ لأيام وغادر بعد نهاية مرحلة المجموعات.
انطلاقاً من دور الستة عشر ستكون المنافسة شرسة ومختلفة بكل تأكيد، وبالطبع فإن الكادر الفني والإداري في المنتخب يدركون ذلك، وعلى اللاعبين أن يستمتعوا بكل دقيقة يشاركون فيها ويقدّموا ما يمتلكونه.. وأن يظهروا إمكانيات اللاعب السعودي ومهاراته التي متى ما حضرت ستشكِّل الفارق..كل ما نريده أن تحضر المهارة مع الروح والحماس والقتالية لأجل الوطن.. على اللاعب أن يدرك أن التاريخ سيسجّل له كل ذلك، عليه أن يعي تماماً أننا ما زلنا نردد إنجازات 84 و88 و96 بكل فخر ونستذكر صُنَّاع تلك الإنجازات وأبطال كل مرحلة، بل بات البعض يصف تلك الحقبة بـ»الزمن الجميل»، والمفترض على اللاعب السعودي أن تصيبه الغيرة ويبحث عن الإنجاز مع منتخب الوطن لوضع أجمل البصمات على هذا الجيل والابتعاد عمَّن يحاول تصوير تحقيق المنجز بالمهمة المستحيلة، فالأهم التركيز والانضباط والعطاء، والسعي في كل الأحوال للظهور بأجمل مستوى وأفضل صورة مشرِّفة في مثل هذه المناسبات الكبرى، لكي نقول للجميع في حال خروجنا من أي دور - لا سمح الله- شكرًا يا أبطال وما قصرتوا.
الهلال وجيسوس
لن أطلق على المرحلة الماضية (هلال جيسوس) حتى لا ينزعج البعض،كونهم لا يحبذون حصر أي فترة تحت نطاق أي مدرب، ولهم العذر في ذلك، بل سأذهب لأبعد من ذلك وأؤيدهم في هذا الاتجاه، وكذلك لأن البعض حتى الآن لا تربطهم علاقة ود مع هذا البرتغالي المهووس بالعمل والانضباطية وعشق كرة القدم، وتستفزهم حتى تصرفاته أثناء المباراة وهو يوجه بحماس وانفعال ويركض برشاقة وكأنه ابن العشرين عاماً واتخذوا ذلك مدخلاً لانتقاده ومطالبته بالهدوء، مع يقيني التام أنه حتى لو تحول إلى «هانجيم» آخر وأصبح على مقعده بلا أي ردة فعل لواجه ذات الانتقادات، ولذلك أؤكد أن لكل مدرب أسلوباً ومنهجاً علينا تقبّله واحترامه، وكذلك منحه الفرصة الكاملة والعادلة.
دون أدنى شك أن الهلال مؤخرًا ليس الهلال الذي نعرفه.. وللدخول في تفاصيل التفاصيل يتطلب الأمر لحديث مطولاً وقد يصيبنا «الملل».. باختصار، و من وجهة نظري أن الهلال مؤخرًا عانى من هبوط مستوى الكثير من عناصر الفريق، إضافة لعدم استفادته من جميع اللاعبين الأجانب، فهو خاض معظم المواجهات بخمسة لاعبين أجانب فقط لظروف مختلفة، أما فيما يخص اللقاءات الأخيرة فالهلال أكبر المتضررين نظير انضمام لاعبيه الدوليين للمشاركة في بطولة كأس آسيا للمنتخبات المقامة بالإمارات، ولا أعفي السيد «جيسوس» من بعض الهفوات البسيطة التي وقع فيها في بعض المباريات، ولكن وفقًا لكل المعطيات والأحداث المتسارعة التي طرأت فقد تمكَّن من قيادة الفريق ببراعة وإبقائه في الصدارة، وأعتقد أنه قدَّم عملاً كبيراً يستحق الإشادة والدعم.
كل ما يحتاجه الهلال حاليًا هو الاستقرار الفني، ودعم الفريق بالاحتياجات الفنية من اللاعبين، ولاسيما أن المرحلة الثانية من الموسم تكون أصعب من المرحلة الأولى خصوصاً على فريق مثل الهلال، كون الاستحقاقات تتضاعف وتتداخل وذلك مع انطلاق مسابقتي (كأس آسيا - كأس الملك) بالإضافة لاستكمال بطولة الدوري ومنافسات البطولة العربية، وعلى الهلاليين أن يستفيدون جيدًا من الدروس في الدور الأول والتي أثبتت حاجة الفريق لتقوية الخطوط الخلفية، ولعل صفقة الأسترالي «ديجينك» خطوة رائعة للبدء في مرحلة التصحيح، كما يحتاج الفريق لإيجاد قائد حقيقي داخل الملعب، فالهلال في أكثر من مواجهة يتقدَّم بالنتيجة ولكن سرعان ما يخسرها ولقاءات (النصر - الفيصلي -الحزم - التعاون - الرائد) خير دليل، والفريق بعد التقدّم بأي نتيجة يحتاج للحضور الذهني بمستوى يعادل ويوازي الحضور الفني حتى لا يفقد نقاط المباريات.
وبالعمل الفني خلال الوحدات التدريبية ووجود خيارات متميزة لدى الجهاز الفني سيكون الهلال قادراً على تلافي كل الأخطاء ولاسيما أن السباق سيكون محتدماً بشكل أكبر في الفترة المقبلة.