سليمان الجعيلان
كان يوم الاثنين الموافق (17 ديسمبر 2018) يوماً استثنائياً في المبادرات الإنسانية وحدثاً تاريخياً في الرياضة السعودية عندما صادق وزير الإسكان معالي الأستاذ ماجد الحقيل ووزير العمل التنمية الاجتماعية معالي الأستاذ أحمد الراجحي على معاناة قديمة وعميقة كانت وما زالت تزعج وتؤرق الكثير من اللاعبين السعوديين سواءً السابقين أو الحاليين من الذين لم يستطيعوا أن يمتلكوا مسكناً لهم ولم يتمكنوا من تأمين مأوى دائم ولائق لأسرهم شأنهم شأن بقية المواطنين حتى جاءت مبادرة وزارة الإسكان ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية وبالشراكة مع جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية والتي يرأسها الكابتن ماجد عبدالله بتقديم وحدات سكنية لبعض اللاعبين القدماء كأحد الحلول المؤقتة لمعالجة مشكلة قديمة ظلت عالقة بسبب أخطاء مشتركة بين المؤسسة الرياضية وبعض الجهات الحكومية الذين نظروا للاعبين على أنهم الأعلى دخلاً في مجال الرياضة وتجاهلوا عدم وفاء بعض الأندية بالالتزامات المالية تجاههم، بل تناسوا أنه في الأساس لا يوجد للاعبين وتحديداً المحترفون جهة ضامنة لطلبات قروضهم العقارية!.. وهذا خطأ تتحمّله المؤسسة الرياضية بجميع إداراتها السابقة والمتعاقبة لأنها تركت المشكلة تتراكم وتكبر دون مبادرات جادة أو خطوات جريئة لسنّ تشريعات قانونية وتنظيمات إدارية تساهم في إيجاد حل لأزمة إسكان اللاعبين وبخاصة اللاعبون المحترفون الذين وقعوا بين سندان تجاهل الهيئة العامة للرياضة لقضيتهم الأساسية وتغاضي الجهات الحكومية الأخرى لمشكلتهم وعدم تحمّل المسؤولية، وأزعم أنهم - وأعني هنا اللاعبين - قد ملّوا وسئموا من المبادرات الفردية والاجتهادات الشخصية لأنها حلول مؤقتة وغير دائمة فضلاً عن أنها تمس إنسانيتهم وكرامتهم!.. والسؤال الذي يفرض نفسه بعد مبادرة وأسبقية وزارتي الإسكان والعمل والتنمية الاجتماعية مع اللاعبين واكتشاف أن حل أزمة إسكان اللاعبين، بل كل الرياضيين ليس صعباً أو مستعصياً إذا وجدت الإرادة وحضرت المبادرة: متى يكون إسكان اللاعبين من أولويات واهتمامات الهيئة العامة للرياضة؟! والسؤال الآخر: لماذا لا تبادر الهيئة العامة للرياضة وبالتعاون مع اللجنة الأولمبية السعودية والاتحادات الرياضية بالاجتماع مع الجهات الحكومية والبنوك المحلية لإيجاد حل لتوفير برامج الادخار المالي وتسهيل القرض العقاري للاعبين ليضمنوا أن يعيشوا بقية حياتهم معية كريمة لهم ومطمئنة لأبنائهم؟!..
على كل حال وبعد أن علقت وزارة الإسكان ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية الجرس بكل مسؤولية ووطنية تجاه اللاعبين السعوديين أعتقد أنه آن الأوان أن نتعامل مع اللاعب السعودي كمواطن وإنسان له حقوق وعليه واجبات تجاه رياضة وطنه وإذا اخطأ بعضهم في مسيرته الرياضية وحياته الشخصية وفشل في التعامل مع نعمة وهبة مهنة الاحتراف بمبالغها المرتفعة وعقودها الباهظة هذا لا يعني أن نعامله بهذا التخاذل والخذلان ولا يعني أن نتعامل معه بهذا الجحود والنكران ولا يعني أن نتخلى عنه ونمنعه أن يتمتع بأبسط حقوقه كمواطن أولاً ورياضي ثانياً بتأمين وتحقيق حلم امتلاك مسكن له ولأسرته وأبنائه الذين قد لا تدرك المؤسسة الرياضية أنها بهذا التخلي عنه هي تعاقبهم معه دون أن تشعر!
نقاط سريعة
** البداية المثالية والنتيجة الرائعة التي حققها الأخضر السعودي أمام منتخب كوريا الشمالية كانت نتاج عمل فني مميز لمدرب واقعي متميز وهو السيد انطونيو بيتزي.
** وأعتقد أن ما قدّمه لاعبو منتخبنا السعودي أمام منتخب كوريا الشمالية من مستوى فني مقنع وانتصار رائع هو بسبب ابتعاد الوسط الرياضي والجمهور السعودي عن الترشيحات المبكرة والضغوطات الكبيرة التي عادة ما تصحب مشاركة الأخضر السعودي في البطولة الآسيوية لذلك من الضروري استمرار التعامل مع مشاركتنا في هذه البطولة بهدوء وعدم الضغط على المنتخب حتى يمضي ويصل إلى الهدف المنشود وهو تحقيق لقب البطولة.
** مدرب فريق الهلال البرتغالي السيد خسيوس لا يعلم هل يواجه قرارات الاتحاد السعودي لكرة القدم غير الاحترافية بحرمان فريقه من لاعبيه الدوليين، أم يواجه تخبطات إدارة نادي الهلال الإدارية في التأخر في حسم ملف التعاقدات الشتوية؟!
** ماذا عسى أن يفعل السيد خسيوس وبعض لاعبيه يرتكبون أخطاء دفاعية ساذجة كلّفت فريق الهلال استقبال أهداف قاهرة؟!
** أرسل المحترف المغربي بفريق النصر نور الدين مرابط رسالة صريحة وصاعقة لهواة التضليل والتأزيم بأن التحكيم ليس هو السبب في تعادل النصر أمام الفيصلي!
** بالمناسبة افتعال الانفعال من أخطاء التحكيم هو القصد منه تحقيق هدفين الأول إبعاد التحكيم الأجنبي وإعادة التحكيم السعودي والهدف الثاني إيقاف الاستعانة بتقنية الحكم المساعد (VAR) الأول تحقق والثاني الله يستر عليه.. قولوا آمين!