«الجزيرة» - خالد الحامد:
أكد معالي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان أن الدعوة إلى الله - عز وجل- على بصيرة هي مهمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن سار على نهجه وتمسك بسنته، كما قال الله -جل وعلا- آمرا له أن يقول للناس: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} سورة يوسف (108). جاء ذلك في أثناء كلمة معاليه في ملتقى المكاتب التعاونية الأول «تحصين وتطوير»، الذي نظمه تعاوني الشفا برعاية معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ مساء أمس الجمعة بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركنتيننتال بالرياض، وبحضور 1500 من رؤساء ومديري المكاتب التعاونية بالمملكة. وأوضح معاليه المضامين الجليلة التي احتوتها الآية الكريمة للدعاة ومنسوبي الحقل الدعوي المبارك، فقال: {هذه سبيلي} أي: طريقتي التي أنا عليها، وهي أن الرسول يدعو إلى الله على بصيرة أي: على علم، والبصيرة هي أعلى درجات العلم، فالداعية إلى الله يحتاج للعلم الذي يدعو به الناس، ويبصرهم بدينهم، ويحل مشكلاتهم، فهو منصب عظيم منصب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنصب من اتبعه {وسبحان الله} تنزيه لله -سبحانه وتعالى- عما لا يليق به. وتابع معالي الشيخ الفوزان مفسرا الآية المباركة بقوله: {وما أنا من المشركين} براءة من المشركين الذين يعبدون غير الله -سبحانه وتعالى-؛ لأنهم خرجوا عن الخط الذي رُسم لهم من قِبَل الله -جل وعلا- إلى طريق الضلال ودعوة غير الله -سبحانه وتعالى- الذي خلقهم ورزقهم، خلقهم لعبادته، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ. مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }سورة الذاريات، فهو -سبحانه- خلقهم لهذه الغاية وهذه الحكمة، خلقهم لعبادته وحده لا شريك له، وتكفل بأرزاقهم وأمدهم بعونه وتوفيقه، فالدعوة إلى الله منصب مهم فهو منصب الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- وأتباعهم.