علي خضران القرني
- يقول المتنبي في واحدة من قصائده المشهورة :
وإذا أَتَتْكَ مَذَمَّتي من نَاقِصٍ
فَهِيَ الشَّهادَةُ لي بأنَّي كامِلُ
- استمعت ذات مساء إلى لقاءٍ حواري في (قناة الجزيرة) وما أكثر لقاءاتها (المفتعلة)، رحَّب مقدمه (المُخضرم) في بداية اللقاء بضيفَي البرنامج، الأول من حملة الألقاب العلمية، ومن المؤسف أنه ينتمي لبلد (المليون شاعر)، والآخر من بلد عربي مجاور، مقيم في دولة أوروبية.
- وكل عربي ومسلم وصديق على وجه البسيطة، يعلم يقيناً أَن قناة الجزيرة ومن يدير شؤونها قد (حَصَرُوا نشاطها الإعلامي منذ عدة سنوات على التصدي (للمملكة العربية السعودية وسياستها)، وأخذوا يوجِّهون إليها الهجمات تلو الهجمات الكلامية العارية عن كل حقيقة (لغرض في نفس يعقوب) باء ويبوء بالفشل من حين لآخر؟
- وقد أَعدَّ مقدم البرنامج لضيفيه (حزمة) من الأسئلة المكرورة الفاقدة لكل حقيقة وصحة، والمستخلصة من (مستنقع الأسئلة) المعد مسبقاً لكل منظِّرٍ وضيف، والذي يؤكد على المشاركين (بداية) ألاَّ تَحِيد إجاباتهم عن الإجابات المعدَّة مسبقاً؟
o وكلنا يعلم أَن المشاركين في البرامج الحوارية في هذه القناة ليسوا ضيوفاً بل (مدعوون) بمكافآت مغرية يأتون إليها من كل صوبٍ وحدب، من قبيل الرزق والارتزاق ولأنها فرصة قد لا تتكرر مستقبلاً؟ وتلقيبهم بالضيوف من قبل التدليس والمغالطة فقط؛ ابتعاداً عن شبهة الدعوة؟
- بُدئ الحوار مع الضيف الأول : فأخذ يَهْرفُ بما لا يَعرِفْ ويتدخل في شؤون غيره، ويقول كلاماً ممجوجاً لا يقره الذوق السليم، وتأباه النفس الأبيَّة، لا يصدر من حاملٍ للقب علمي، عاهد الله عند حمله ألا يخالف قول الحق والعدل والدِّين، وعلى مثله ينطبق قول المتنبي :
وإذا أَتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ
فَهِيَ الشَّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ
- ويبدو أن الإجابات كانت معدة مسبقاً، والمكافأة كانت مغرية للغاية مما جعله يجانب الحق والحقيقة، بدليل أن المذيع كان يُثَمِّن إجاباته ويؤيدها طيلة حواره العقيم؟
- أما الضيف الثاني فكان عاقلاً ومدركاً للوضع ويَعْرفُ مكانة المملكة وقيمتها وثقلها على مستوى دول العالم، (دينياً واقتصادياً وتعاونياً وإنسانياً)، واعتبر أن قضية (الخاشقجي) التي تركِّز عليها قناة الجزيرة وباتت شغلها الشاغل قضية داخلية ليس من حق أحد التدخل فيها، ومن العبث الاستمرار فيها وتركها لجهتها المختصة أجدى من بعثرتها بين آونة وأخرى؟
- وقد حاول مقدم اللقاء أن يحوِّل إجابات الضيف عن مسارها لكنه لم يستطع، وحصر معظمها على الضيف الأول وضاءلها عن الثاني الذي حمته مروءته وعروبته من الزج بنفسه في لقاء محموم كهذا رغم أجره المغري والذي قد يُحرم منه في النهاية لعدم تنفيذ الاتفاق المسبق؟
- وأنهى حلقة البرنامج بنهاية بعيدة عن الذوق الإعلامي والاحترافية الإعلامية النزيهة.
- هذه هي الصورة المستخلصة من (مستنقع الحوارات) المعد لضيوف ومنظِّري قناة الجزيرة الذين تستعين بهم في مواجهة سياسة المملكة والتدخل في شؤونها الداخلية وتغدق عليهم الأموال السخية.
- العالم بأسره، يشهد بعدالة المملكة وحسن سياستها وصدق علاقاتها على مستوى دول العالم بعامة وأشقائها وجيرانها بخاصة، وسيتحول هذا المستنقع بقدرة قادر قريباً - بإذن الله - إلى مقبرة لها ولمن يدير شؤونها ويمولها بحقوق مسروقة ومقدرات منهوبة لشعب غُلب على أمره ظلماً وعدواناً.
وبالله التوفيق،،