فوزية الشهري
تلقى منسوبو وزارة التعليم مع بداية الفصل الدراسي الثاني، رسالة تهنئة من معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ.
وهذه البادرة الجميلة مؤشر للحس العالي من المسؤول ووسيلة لمد جسورالترابط بينه وبين الميدان والعاملين فيه، وقد أثمرت ثمارًا رائعة في حينها، وبثت روحًا إيجابية للجميع. ومثل هذه الرسائل الإيجابية دافع للعمل الدؤوب والتفاني والإخلاص. وقد قيل (يمتد أثر التشجيع ولو بمجرد الربت على الكتف طويلاً).
وزارة التعليم من أصعب الوزارات، أعان الله وزيرنا على هذه المهمة الصعبة، مهمة صناعة الجيل القادم، والوصول به لرؤيتنا الطموحة التي تضع وطننا في مكانه الطبيعي ضمن الدول المتقدمة. وقد توجهت جميع الدول للاهتمام بالتخطيط التربوي وإعادة النظر في فلسفة التربية ومناهجها وإستراتيجياتها لتحقيق أهداف التنمية والنهوض في جميع المجالات. ومن التجارب العالمية الناجحة تجربة اليابان التي وجدت الحل للنهوض تحت (القبعة)، إي أنه يكمن في استثمار العقول البشرية وتنميتها، فهي الوسيلة لدفع عجلة التنمية. ولحقت بها أمريكا بإدراك أن تقدم الدولة يعود إلى تطوير منظومة التعليم فيها، فأسرعت إلى تشكيل لجنة لمراجعة نظام التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية، وأصدرت التقرير الشهير (أمة في خطر) عام 1983م، والذي غير ملامح النظام التربوي وتمكنت بذلك من تحقيق التنمية في المجالات كافة، وكذلك دولة الإمارات التي وضعت جل اهتمامها ببناء الفرد وتعليمة واستثماره كثروة لوطنة، ونموذج (المدرسة الإماراتية) يستحق الوقوف عنده كثيراً، فقد عني بتطوير التعليم من الجهات كافة، من جهة المعلم والمتعلم وراعى الفروق الفردية وعمل على إيجاد البيئة المناسبة للتعليم. ومسيرة التعليم بالمملكة تتحدث بالأرقام عن مدى اهتمام الدولة بالتعليم بشقيه العام والعالي والإنفاق الحكومي الكبير عليه في ظل مساعي الحكومة الرامية للتطوير والتنمية المستدامة وتوفير مؤسسات تعليمية ذات جودة عالية، وقد نمت المؤسسات التعليمية في المملكة بشكل ملموس، وحقق التعليم نجاحات وإنجازات وزيادة في عدد المدارس والجامعات والكليات، ونموًا كبيرًا في أعداد الطلاب، وحققت نجاحًا باهرًا في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، لكن لا يخلو إي نظام تعليمي من مشكلات وتحديات ومعوقات تعوق تنطلاقه، ويجب وضع إيدينا عليها وحلها حلاً جذرياً، ولن يستطيع المسؤول الوصول إلى المشكلات الفعلية للميدان إلا بطلب المشورة من العاملين به والممارسين للعمل، ويمكن ذلك بوضع مجالس شورية للمعلمين والعاملين بالميدان، ومن الأفضل مجالس إلكترونية لكي يستطيع المشاركة والحوار أكبر عدد ممكن ومن جميع المناطق لطرح المعوقات والحلول المناسبة من وجهة نظرهم وإعطاء المقترحات، كما يجب الاهتمام بالمنشآت المدرسية وتوفير المرافق التي تعين على نجاح عملية التعليم وتوفير الوسائل والتقنية المناسبة والاهتمام بالمنهج وتطويرها بشكل يواكب مستقبل مملكتنا الواعد - بإذن الله، وتهيئة طلابنا بتخصصات يتطلبها سوق العمل.
وإن الاهتمام بالمعلم وتدريبه وكذلك الفحص النفسي والتأكد من سلامة فكره خير وسلية لتطوير التعليم مع إعطائه الثقة والمميزات المادية والمعنوية وتغيير الصورة النمطية عنه في المجتمع ووضعها بالشكل المناسب واللائق بمعلم الأجيال، وكذلك وضع معايير لاختيار القادة والمشرفين، فهم المرتكز لنجاح خطط التطوير، وهم حلقة الوصل بين الميدان والمسؤولين، ولا تختزل المشكلات والمعوقات بما سبق ذكره، ونحن لا نطالب بعصى سحرية تنهي كل المشكلات المتراكمة في غمضة عين ولكننا نتطلع إلى العمل الجاد لرفع مستوى التعليم ومخرجات التعليم وتلمس المعوقات في الميدان وحلها.
الزبدة:
لا يتحرك العالم بدفعات الأبطال الجبارة فحسب بل من خلال إجمالي الدفعات الصغيرة لكل عامل مخلص.