رقية سليمان الهويريني
لم أكن أتخيل أن تنجح هيئة الغذاء والدواء بإقرار المواصفات الصحية للوجبات السريعة، وتحديد السعرات الحرارية، ولاسيما في ظل الفوضوية التغذوية التي تعم مجتمعنا، وعمد الناس لتناول الأطعمة الدسمة والزيوت المهدرجة والمحليات الصناعية!
ولئن كانت رسالة الهيئة في جانب الغذاء تتركز على تطبيق نظام رقابي متكامل بأسس علمية، يتسم بالشفافية، ويحقق مستويات عالية من سلامة الغذاء وجودته؛ فإن هذه الرسالة النبيلة لا تقف عند فحص المنتجات النباتية والحيوانية المخصصة للاستهلاك الآدمي وأعلاف الحيوانات بل تشمل تحليل المنتجات المحلية والمستوردة قبل التصريح لها بالدخول أو البيع، ومتابعة المنتجات الغذائية المعروضة بالأسواق، وهو جهد عظيم تشكر عليه الهيئة.
إن الحفاظ على صحة الإنسان وجودة غذائه ومطابقته للمواصفات القياسية مهمة نبيلة قبل أن تكون واجبًا، وهو ما أود أن أطمئن المواطن والمقيم عليه بأن هناك ضميرًا يعمل لأجله في الهيئة، وليس موظفًا يحكمه دوام حضور وانصراف، بل هو عمل دائب قد يكون خافيًا عن الكثير!
إن التحدي الكبير الذي تواجهه الهيئة حاليًا هو الإفراط باستخدام المبيدات في المنتجات الزراعية؛ وهو ما يتسبب بأمراض مختلفة، وهو ما أشار له نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الغذاء الدكتور صالح الدوسري في لقاء جمعني به، وخرجت منه وأنا متفائلة بأن حكومتنا الرشيدة ستنجح بإقرار جودة الحياة ضمن الرؤية المباركة التي أهم بنودها أن يتناول المواطن غذاء صحيًّا، ولن يتحقق ذلك إلا بالتقليل التدريجي من استخدام المبيدات، ووقفها تمامًا.
وحين تعلم عن سعي الهيئة لتنفيذ خطتها فيما يتعلق بالمواصفات الغذائية والدوائية الدقيقة التي ستتفوق على المواصفات العالمية، والوصول لأدنى نسبة ممكنة من المخاطر؛ فإنك ستأكل وأنت مطمئن؛ لأن هناك مَن يعمل لأجل أن تكون صحيحًا معافى، تستمتع بالحياة، وستستشعر مدى الجهد الذي يُبذل لأجلك؛ فتمتن وتشكر.
أجدني سعيدة وأنا أكتب هذا المقال المتفائل، ومغتبطة من لقاء ثري أحال يومي سعيدًا، وأردت أن أشرك القُراء بهذا السرور بدلاً من مقالات التذمر بسبب سوء بعض الخدمات الحكومية والخاصة التي لا ترتقي للمواطن، ولا تحقق طموحات القيادة.
كن واعيًا، وكُلْ وأنت مطمئن؛ فما يضرك لن يصل إليك!