الرباط - واس:
أعلن المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -آيسيسكو- الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري أن الآيسيسكو ستنفذ مجموعة من البرامج والمشروعات منها الاجتماع الثامن للجنة التراث في العالم الإسلامي، والاجتماع العاشر للجنة الآيسيسكو للخبراء الآثاريين المكلفين بإعداد تقارير فنية وقانونية حول الانتهاكات الإسرائيلية المتمثلة في الحفريات التي تقوم بها في محيط المسجد الأقصى المبارك وفي مدينة القدس، وفتح حساب خاص لدى الآيسيسكو لدعم المشروعات التراثية في العالم الإسلامي، وإنشاء مرصد التراث في الإدارة العامة للآيسيسكو، وتنفيذ 37 نشاطاً في مختلف مجالات التراث، ضمن البرمجة السنوية لمديرية الثقافة لعام 2019.
وأكد الدكتور التويجري، خلال ندوة صحفية عقدها أمس الأول بمقر المنظمة بالرباط، أن مبادرة إعلان عام 2019، سنة التراث في العالم الإسلامي، تأتي لتعزز المكتسبات التي حققتها الآيسيسكو على صعيد العالم الإسلامي، ولتعطي دفعة أخرى لبرامجها ومشروعاتها في هذا الشأن.. مشيراً إلى أن هذه المبادرة تأتي أيضاً في ظروف دولية وإقليمية خاصة يطبعها، من جهة، تنامي الاهتمام بالتراث كآلية لحفظ الذاكرة الجماعية، وصوْن الهوية الحضارية والثقافية للأمم، ومن جهة أخرى، تفاقم مخاطر التحديات والنزاعات والعولمة والتطرف والطائفية، خصوصاً في المناطق الهشة من العالم.
وأضاف الدكتور التويجري إن العالم الإسلامي يعد كتلة حضارية عريقة وذات رسالة عالمية، أسهمت في بناء الحضارة الإنسانية في مختلف مجالات المعرفة، ومن أدلة ذلك تنوع وغنى الموروث الحضاري والثقافي، المادي وغير المادي، والطبيعي للعالم الإسلامي، موضحاً أن ما تزخر به الدول الأعضاء من ممتلكات ثقافية ومعالم عمرانية ومعمارية كالمعالم والفضاءات التاريخية والمواقع الأثرية، والممارسات والمهارات والمعارف، وما نبغ فيها من أعلام الفكر والفن والإبداع، تدل على أصالة هذه الحضارة، وتمازج الثقافات المحلية في حُضنها، وتفاعلها مع الثقافات الأخرى، واستيعابها للتأثيرات والإبداع المنسجمة معها.. مؤكداً أنه بالمحافظة على هذا الموروث الثقافي، وتأهيله، ورد الاعتبار له، يمكن حفظ الذاكرة الجماعية للعالم الإسلامي، وصيانة هوية شعوبه وثقافاته، واستشراف مستقبله ليصبح عنصراً رئيساً في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، منبهاً إلى أن هذا التراث، الذي يميز العالم الإسلامي والذي يشكل جزءاً مهماً من الإرث الثقافي للإنسانية جمعاء، أصبح يعاني من مخاطر كثيرة، منها الظروف المناخية والكوارث الطبيعية، والتوسع العمراني، والعولمة، والنزاعات التي خلفها الاستعمار، والسرقات والتنقيب والاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية، وهو ما يؤدي إلى تخريب وهدم معالمه، وتشويه خصائصه ومكوناته، كما هو الحال في مجموعة من مناطق العالم الإسلامي.
وأشار في هذا الصدد إلى ما تواجهه مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك من خروقات وتجاوزات وتهويد ممنهج من طرف سلطات الاحتلال الإسرائيلي وما يعانيه هذا التراث كذلك من دمار وتخريب مقصودين نتيجة الحروب والتطرف والطائفية والإرهاب.. مشيراً إلى أن مبادرة إعلان سنة 2019، سنة التراث في العالم الإسلامي تتزامن مع حلول الذكرى الخمسين لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، وهو ما يدعو الهيئات الحكومية وغير الحكومية الإسلامية، داخل العالم الإسلامي وخارجه، إلى استغلال هذه المناسبة الأليمة، للمساهمة في عملية إبراز التراث المقدسي وحمايته وتطويره.
وقال الدكتور التويجري إن الآيسيسكو نفذت كل سنة وبشكل منتظم، العديد من البرامج والمشروعات والأنشطة التراثية لفائدة الدول الأعضاء، ووضعت برنامجاً خاصاً لدعم المؤسسات التربوية والثقافية والعلمية والإعلامية في القدس المحتلة، وأنشأت لجنة التراث في العالم الإسلامي، ولجنة الآيسيسكو للخبراء الآثاريين المكلفين بإعداد تقارير فنية وقانونية حول الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، ومرصد التراث، وصندوق دعم المشروعات التراثية في العالم الإسلامي، ومركز الآيسيسكو الإقليمي لتأهيل متخصِّصي المتاحف في الدول الأعضاء الناطقة بالفرنسية في إفريقيا في بوركينافاسو، وأحدثت آلية لتسجيل معالم ومشاهد وأشكال التراث الثقافي والطبيعي في العالم الإسلامي. وأضاف كما أطلقت عدة مبادرات، من بينها، «الإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي»، الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة بالجزائر في ديسمبر 2004، والإعلان الإسلامي الذي أقرَّه مؤتمر وزراء الثقافة، في دورته الثامنة بالمدينة المنورة، في يناير 2014، والإعلان الإسلامي حول حماية التراث الثقافي في العالم الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي العاشر لوزراء الثقافة في الخرطوم في نوفمبر 2017، وعقدت اتفاقيات تعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية وجهات الاختصاص في الدول الأعضاء المعنية بحماية التراث الثقافي.. مشيراً إلى أن الآيسيسكو أطلقت بمناسبة سنة التراث في العالم الإسلامي، برنامجاً متكاملاً لتعزيز الدعم الإسلامي والدولي للحفاظ على التراث الثقافي في مدينة القدس، وأقرَّت بتعيين مدينة القدس، عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية لعام 2019، وعاصمة دائمة للثقافة الإسلامية، ودعت إلى توأمة عواصم الثقافة الإسلامية الأخرى لعام 2019، مع مدينة القدس الشريف واستضافة كل واحدة منها لأسبوع خاص بمدينة القدس ضمن البرنامج السنوي لأنشطة احتفاليتها بهذه المناسبة.. مشيداً بالجهود المتواصلة للدول الأعضاء في مجال حماية التراث الثقافي والطبيعي، وفي مقدمتها المملكة المغربية التي يرأس عاهلها، الملك محمد السادس، لجنة القدس، والمملكة الأردنية الهاشمية ذات الوصاية الهاشمية على الأوقاف والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.