إلى [الوَرا] تسعى وتصحو كَرَى
تمضي بنا الدُّنيا لِموتٍ سَرَى
لا تعرفُ الخيرَ سوى حَسْرةٍ
مذْ أصبحَ الشَّرُّ بها مُشْتَرى
وأصْبَحَ الصَّدُّ الذي يُرتَجَى
صَدَّاً ويدري أنَّه ما درى
نارُ ذوي الحِقْدِ ونارُ الهوى
تضامنا كي يَمْسيَ [السَّينُ] [را]
سيسقطُ العِقدُ انفراطاً إذا
لم يرجعِ الزَّحفُ الذي لا يرى
وينحني الأوجُ الذي ما نحنى
قبلُ إذا ما صارَ يوماً ثرى
ما بينَ ناريْنَ وكم مُهْلكٍ
لا يابَساً أبقى ولا أخْضَرا
* * *
يا حلوةً تسكنُ في خافقي
لكنَّها تجذبُ كلَّ الورى
ما مثلُ دنياكِ دنى أزهرتْ
ولا مكاناً عالياً مُزْهِرا
مذْ زانكِ النَّورُ هَفَتْ رغبةً
كلُّ النَّواحي فيكِ تأتي عُرَى
لا غروَ إنْ سُدْتِ الدُّنى عزَّةً
وحزْتِ بالضُّوء مكاناً ذُرى
ولنْ تزالي في شموخٍ إذا
لم تخنعي زيفاً ولا مُنْكَرا
بوركتِ خيراتٍ وناساً كما
بوركَ إنسانٌ .. بدا الأجْدَرا
يا ليت ما تحوين من نابضٍ
يسير في دنياكِ مُسْتبِصَرا
وليت أفذاذَكِ لمْ يرهبوا
إلاَّ إلهً واحداً أكْبَرا
لم يغرِهمْ زيفٌ ولا مُرعِبٌ
يفزعهم مهما طرا أو جرى
فهمْ لفِعْلِ الخيرِ أهلٌ وهمْ
أهلٌ إذا دارتْ لِحفْظِ البَرَى
* * *
واحدهمْ إنْ قيلَ أقبلْ حِمَى
يسْتَصْغرِ الكونَ إذا كبَّرا
أصابعُ التَّأريخِ لمْ تتَّجِهْ
إلاَّ لَهمْ ما مُفْخِرٌ أُحْضِرا
ما أجْمَلَ الخيرَ بأصْحابِه
و.. أقبحَ الشَّرَّ ومن طوَّرا!!
من يلْبَسِ العِزّةَ ثوباً تُقَى
لمْ يَمْشِ في دربِ الخنا مُجْبَرا
يا باعثَ الأمواتِ أنقذْ فما
سواكَ يُنهي الفاحشَ المُزْدَرا
ويجعلُ العيشَ سلاماً لِمنْ
يخافُ - بالأوزارِ- أنْ يُحْشَرا.
** **
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور 15-3-1440هـ
dammasmm@gmail.com