سبق أن حددنا في مقالات سابقة منازل حاج حجر اليمامة على الطريق الأيمن وقد وصلنا بها إلى معدن العيصان ثم معدن الأحسن أي أني وضعت تصوراً للطريق في نطاق اليمامة حتى دخوله عمل المدينة وسنستأنف لاحقاً - بمشيئة الله - ولم نحدد فيما سبق من المقالات انطلاق الطريق ومنطلقه من حجر اليمامة لأننا في ذلك الوقت لم نحدد حجر نفسها وسوقها ولكننا حددنا بعد ذلك حجر اليمامة وسوقها وموقعها حيث تقع تقريبا قرب مبنى البلدية وما كان قبله عن ذلك حتى قبيل المقبرة التي عن يمين الطريق السريع (طريق الملك فهد)، وقد حددنا قبل ذلك في مقالات سابقة (المنفطرة) على طريق الحج الأيمن وكذلك ما يليها مثل (أصيهب وأهوى)... وغيرها.
وها نحن بعد ذلك قد وصلنا إلى نفود السر (جراد قديماً) حيث يحتاج اجتياز هذا الرمل إلى ما يسمى بالخل الذي يساعد على قطع النفود من خلاله بصورة أكثر سلاسة وسهولة بعيداً عن الكثبان المرتفعة التي يصعب قطعها واجتيازها على الإبل المحملة بالمؤونة والأثقال التي لا يستغني الحاج عنها قديماً وحديثاً ويماثل في الحاجة إلى الخل الحرار ذات الصخور الصلبة السوداء.
وبالنظر إلى السمت والمنازل التي تسبق وتلي النفود وتحاذيه. علماً بأن الخل لا يكون على السمت تماماً لأنه من خلقة الله وطبيعي وليس من صناعة البشر ولكن الناس محتاجون إليه لقطع النفود. ونجد أن أنسب خل لطريقنا في النفود خل (الثليماء) قرب (لبخة) حيث يبعد عنها ما يقارب أربعة كيلومترات إلى الشمال الغربي وهو في مواضع منه مرصوف بالحجارة الملحوظة للمساعدة على السير خلاله والذهاب إلى منزل الذي يلي والذي سبق أن حددنا أنه (الفويلق) وهو ما كان يعرف قديماً بـ(العفافه) لقبيلتي باهلة قديماً تمهيداً للانتقال إلى بقية المنازل بدءاً بالمنزل الذي يلي وهو (عكاش) الذي حددت أنه قرية (مغيراء).
تقبل الله من الحجاج قديماً وحديثاً سعيهم وحجهم والله أعلم.
** **
- عبدالله بن عبدالرحمن الضراب