هل خُلق الإِنسان ليصل؟
هل سيسعى للوصول وهو يُدرك أنّهُ للخلاص لا محالة؟
يصطدم مع كينونته، يخلط بين الخير والشر ويعتب لوجود الشر في هذه الدنيا، جهل بأنّهُ المكمّل لأصل الخير!!
قال الجبّار: «وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَة. وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ»
يتساءل الإِنسان بداخله إن تعرقل سير حياته لأي سبب!
ما الداعي لأنهض؟ وما الذي سيجري إن وصلت؟
وما ناتج النجاح بعد أن يُجمع بنجاحات أخرى!
هل سيُطرح الخلاص وستدوم الديمومة؟
هل سيُشفي ذاك الذي يتخبّط على جدران اليأس من الجهل؟
وتتوالى الأسئلة كما يبدأ الطفل عند بلوغ سنّ الوعي بسؤال أبويه عن أصل وجوده! وعن صدق رحيله! وعن موعد نجاحه الأزلي!
عن وقت انفكاك قيوده والسفر في بلاد الأُنس والنجاح والوصول السرمديّ الذي لا أساس لوجوده.
قال: أنيس منصور في كتابه عن الوجودية:
«الإِنسان هو الذي يصنع القيود
وهو الذي يضع عليها الورود»
اسقط ثم تروّى في السقوط ثم انهض من جديد.
ستشعر بيد الشيطان وهي تُكبّلك، تمنعك من أن تجني ثمار اجتهادك وسيتعاون مع اليأس كثيرًا. صدّقني ستشعر بذلك، وعليك أن تتعامل معه.
هل سمعت عن لذّة الوصول بعد الغرق؟
هل سمعت عن لذّة الإنجاز بعد الفشل؟
هل سمعت عن الذين يُبجلون الفشل والفاشلين؟
لأنّهم يعرفون الحياة جيدًا.
أولئك المُكبلة أيديهم، الناجون من كل متاعب الحياة ومصاعبها واختاروا المكوث وسط دائرة الراحة لن يُخطئهم الموت «فنحن سواسية في أمر النهاية والخلاص».
إلا أن الفرق بأنهم لن تُذكر أسماءهم لا من قريب ولا من بعيد، ستكون رحلة حياتهم في الدنيا صِفرًا، لا شيء.
لا ترضى أن تكون كذلك، أمامك اليوم الكثير لتبدع فيه!
فإن حدث وتفكّرت وتساءلت!
ففكّر بمجرياتك أنت لا بمجريات الحياة التي أنتَ بها!
قررّ مَن مِن المفكرين تريد أن تكون!
بالنجاح فكّر، بالسعي، بالوصول.
وكما أن هناك وجودًا للخير والشر، هناك وجودًا للنجاح والفشل.
تتضادّ مجريات هذا الكون لتتفق في نهاية المطاف.
بصوتٍ مسموع أقول لك: لا تقف وإن راودتكَ نفسك.
** **
- شهد النجيم
@Shahadalnejaim