هذه الأيّامُ تمرُّ عليّ سريعة لكنّها ثقيلة.
عاصفة من الأفكار تجتاحني.
تتصارع في ذهني حيال عدة قرارات تجاه نفسي والآخرين.
تغيرت..
نعم تغيرت!
صرت هشّة!
تبكيني مساحات الحنين التي تتمدد في داخلي بلا رحمة.
يُجهشني كل ما يُشجي من أوّل لفظة.
أشعرأنني قصاصات ورقة لاتحمل وزنًا.
هانت على الرّيح، فبعثرتها في الفضاء غير عابئة بها.
لا!
لستُ بهذا الهوان أبدًا!!
أنا غيمة ماطرة، تقطر شهدًا متى شاءت.
تفيض كلّما تحسست قلبها.
علمتني الصِّعاب أنني يمكن أن أكون تلميذة نجيبة، بل ورياضيّة بارعة في قفز الحواجز!
ولأنّ الطيور على أشكالها تقع، فأنا لاأقع إلا على أرض خضراء، تُغيبني في أحشائها لتنبتني برعمًا بين الحشائش تدلله وتحميه.
كل مافي الأمرأنني بدأت أزاول الحياة بشكل أكبر، وصارتْ تفتح عيني على كلّ ما يدور حولي من أشياء لا تشبهني.
كنتُ مقيدة بقيود الذوق التي أدمتني.
وأنا اليوم حرة!
نعم حرة.
يمكنني أن استدل عليّ دون مساعدة!
بوسعي أن أقرأ تعابير روحي.
وأن أُحضّرُ قوائم طويلة بما تبقى مني وما تبقى عليَ.
المسافة قريبة بيني وبيني لا تحتاج وسطاء.
** **
- د. زكيّة بنت محمّد العتيبي