علي الخزيم
يثلج الصدر الأمر الكريم الذي أصدره صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل بالقبض على الشاب اليمني المستهتر ومرافقيه الذين استهانوا بحرمة مشرحة الأموات بجامعة الملك عبد العزيز وما تحويه من جثث آدمية لها احترامها وإن لم تشعر، شاب يمني يعمل لدى قسم الصيانة بالشركة المتعاقدة مع جامعة المؤسس، وليلة رأس السنة الميلادية أراد أن يحتفل بطريقة مبتكرة رغم أنه في الغالب مسلم، لكنه شطح كثيرًا بابتداع الفكرة الجديدة فأخل بالأنظمة والقوانين وفضح الشركة التي توظف مثل هذه الفئة من العمال والموظفين الذين يفتقرون لأدنى مقومات المعرفة والوعي بمهام وأمانة المهنة، ومرد ذلك عند الشركة هو ضآلة ما تقدمه لهم وتناسي الجودة بالأداء، ثم ان الجامعة تلام لعدم التدقيق بجودة عمال وموظفي الشركة التي تدفع لها اموالاً كثيرة مقابل خدماتها؛ ما يعني أن المال المدفوع يقابله عمل جيد يجب أن تحرص الشركة على توفيره وتحرص الجامعة على التحقق من ذلك ولا تبالي.
الراقصون على جثث الأموات خمسة هم حامل المفاتيح موظف الشركة وأربعة من أصدقائه ممن لا علاقة لهم لا بالشركة ولا الجامعة فاي جرأة تلك وأي حماقة ارتكبوها، لا أشك بقصور فهمهم وانعدام وعيهم لأنهم حين أرادوا الاحتفال اختاروا -على ما يبدو- مكانًا قصيًا ظنوا أنه لن يكشف أمرهم بداخله، ثم تراودني شكوك أن الموظف الجاهل قد اعتاد -وهو حامل المفاتيح- على دعوة (الشلَّة) إلى رحاب الجامعة والاستمتاع بأجوائها الرائعة لقضاء سهرات بعيدًا عن أعين الرقباء، وهذه من مساوئ منح الثقة لمن لا يستأهلها ولا يفهم مضامينها.
القصص المماثلة تتكرر بمواقع مختلفة؛ ومرتكبوها عمالة متدنية وجدوا الفرص كاملة للعبث كيف يشاؤون ويجنون من عبثهم ولهوهم المال بمبالغ لم تخطر على بالهم أو يحلموا بها قبل قدومهم للمملكة والخليج، فمثلاً وحسب ما يقال بالمجالس فإن بعض عمال مساجد آسيويين يُخِلُّون بالمهنة وذلك بتأجير غرف المسجد والغرف المخصصة لهم وبعض المرافق للغرباء والمتخلفين (وبعض العابثين ليلاً)، وبمسجد جامع استغرب المصلون من أن أكثر دورات المياه معطلة ما عدا واحدة أو اثنتين، ولاحقًا أبلغوا الإمام والجماعة المهتمين بالمسجد، فاتضح أن العامل الآسيوي يؤجرها كمستودعات للباعة المخالفين سواء باعوا بضاعتهم الرديئة أمام المسجد أو بأماكن أخرى، الأبشع والأخطر أن عمالاً آسيويين تُمنح لهم الثقة لمجرد أنهم عرفوا اللعبة بإطلاق اللحية وإطالة السواك والمسارعة للمصلى أمام رئيس أو مدير الدائرة حتى إنه يقال: إنه بمحكمة إحدى المحافظات ومنذ سنين والعامل الآسيوي هو المرجع شبه الوحيد المتصدر خاصة بالأرشيف وبعض متعلقات القضايا (وربما) التعقيب لحسابه دون ترخيص، هل فهمتم المخاطر، وأزيدكم بمخاطر مشابهة إِذ يقال: إن محافظ إحدى المحافظات ونائبه (قبل تقاعدهم) كانوا يعتمدون على آسيوي لحمل مفاتيح مكاتبهم وربما الاختام الرسمية، وذلك بحجة أنه يصل مبكرًا وينظف ويرتب مكاتبهم قبل أن يبدأ بصنع القهوة قبيل وصولهم، أرجو أن تكون هذه الروايات مبالغ فيها، أو أنها غير صحيحة.