سمر المقرن
سنوات طويلة ونحن نواجه حروباً وفوهات مفتوحة بسبب منع قيادة المرأة للسيارة، واليوم المرأة تقود سيارتها، وأغلقت هذه النوافذ، ولم يتبقَ سوى الولاية على المرأة في التصريح لها بالسفر واستخراج الجواز فقط. وأتوقع أن هذا الأمر سيتم علاجه في القريب العاجل ولنغلق بعدها نافذة الحرب الأخيرة التي يلّوح بها الأعداء كمدخل للنقد غير البناء، ولاستغلال النفوس الصغيرة والضعيفة من بنات وأبناء البلد ممن تم تجنيدهم تحت مسمى (النسوية) للنيل من إنجازات هذا الوطن العظيم بشكل عام، وإنجازات المرأة السعودية بشكل خاص، وهذه النسوية المزعومة نشاطها لا يتجاوز تغريدات تويتر، بمعنى أنها نسوية وهمية تم خلقها لإثارة البلبلة فقط!
في تصوري الشخصي، أن البيوت السعودية لديها من الحصانة الأخلاقية والتربوية التي لن تجعل المرأة تسافر أو تخرج بدون إذن وإبلاغ أهلها حتى لو تم إلغاء شرط تصريح ولي الأمر لها بالسفر واستخراج أو تجديد الجواز، كما هو الحال مع من لديهن تصاريح سفر فأنا وغيري كأمثلة نمتلك تصاريح سفر مفتوحة من أولياء أمورنا، لكن من المستحيل أن تسافر الواحدة منّا دون أخذ الإذن من ولي أمرها، كما هو حال الرجل الذي له تصريح بالسفر مع ذلك لا يسافر دون إذن وإبلاغ أهله وأسرته. هذه هي البيوت السعودية في أعرافها وتماسكها. أما الحالات الشاذة التي رأينا فيها فتيات يخرجن ويهربن من أهاليهن ووطنهن، ويطلبن اللجوء ويقمن بالإساءة لأنفسهن ويرفعن خطاب العقوق تجاه أهاليهن ووطنهن، فهؤلاء حالات شاذة تم السيطرة عليهن بطرق وأخرى من قِبل أشخاص وجماعات في الداخل والخارج بهدف استخدامهن للنيل من السعودية فقط لا غير. ومن يرى مثل هذه النماذج يتأكد له أن من تريد أن تقوم بمثل هذه التصرفات لن يمنعها شرط موافقة ولي الأمر على السفر، فهي من تبحث عن هذا بعد أن تم غسل دماغها وإيهامها بالحرية المزعومة!
أنا مؤمنة بأن هناك نساء وفتيات لديهن معاناة تسلط حقيقية من قِبل أولياء أمورهن، وهذه تظل مشاكل أسرية ينبغي أن تبتعد عنها القوانين حيث لا بد اليوم أن يُزال شرط موافقة ولي الأمر على السفر، ويظل هذا القانون داخل الأسرة نفسها. هذه الورقة الوحيدة الباقية إلى اليوم يلّوح بها كل من أراد النيل منّا، وأتصور آن الأوان لنقلب الصفحة ونتركها مفتوحة داخل نطاق الأسرة وحدها.