قال تعالى: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ،
وقال صلى الله عليه وسلم (لا تحاسدوا). قال الماوردي: «غلِط قومٌ فظنوا أنّ المنافسة في الخير هي الحسد، وليس الأمرُ كما ظنوا، لأن المنافسة طلبُ التشبه بالأفاضل من غير إدخال ضرر عليهم، والحسد مصروفٌ إلى الضرر، لأن غايته أن يعدم الفاضل فضله من غير أن يصير الفضل له، فهذا هو الفرق بين المنافسة والحسد».
والحسد ثلاث مراتب:
1 - كراهة النعمة على الغير.
2 - تمني زوال النعمة عن الغير.
3 - السعي في زوال النعمة على الغير، وكراهيته لبقائها على ذلك الغير، وهذه أخبث تلك المراتب. وأعظم من ذلك تزيين هذا المنكر في عين ذلك الحسود، وتسميته له بغير اسمه، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}، وقال تعالى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}.
** **
د. محمد بن سعد الهليل العصيمي - كلية الشريعة بجامعة أم القرى