فهد بن جليد
ثلاثة وخمسون بالمائة (53 %) من المُصلّين اليوم لن يتذكّروا موضوع خطبة الجمعة لأسباب عديدة - بحسب دراسة سابقة قدمتها وحدة استطلاعات الرأي بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني -، وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بقيادة وزيرها الشيخ عبداللطيف آل الشيخ قادرة على تغيير الوضع نحو الأفضل، وتحسين أداء وأثر هذا المنبر الأسبوعي المهم، ليؤدي رسالته الدينية والوطنية والمجتمعية بشكل فاعل أكثر، و- برأيي - حتى تُحدث خطبة الجمعة تأثيرها المُنتظر والإيجابي في تبصير الناس وتوجيههم وتذكيرهم، عليك ببساطة ووضوح أن تعمل على مسارين الأول (المحتوى) بتطوير طريقة العرض باختيار المواضيع، والثاني (المُرسل) بتطوير أسلوب العرض.
ما نعيشه اليوم من تحديات وتطور تقني ومعرفي يتطلب أن يتحول مفهوم (خطبة الجمعة) من مُجرَّد مهمَّة أسبوعية روتينية - عند البعض - يقوم فيها بعض الخطباء بإعادة خطبة قديمة لقرآتها بكل حذافيرها، وقد لا تتماهى بعض عناصرها التي كتبت في زمنها لتلبية ظروف مُستمعيها -آنذاك- قبل 10 أو 15 أو 20 سنة، مع الواقع الذي يعيشه الناس اليوم، والذين ينتظرون خطبة جديدة تتوافق مع واقعهم، لتناقش وتطرح ظروفهم الحياتية والمعيشية والاجتماعية, ممَّا يتطلب تحويل الخطبة الحديثة إلى (عملية اتصال حقيقية) يدرس فيها (المُرسل) وهو الخطيب هنا، حال وظروف (المُتلقين) وهم المُصلّين، ليعرف كيف يوصل (رسالته) وهي موضوع الخطبة بشكل صحيح وفعَّال وبطريقة وأسلوب مُشوِّق، لتتحقَّق الفائدة المرجوَّة للفرد والمُجتمع بأكمله.
إخضاع الخطيب لدورات مُكثَّفة تطويرية في طريقة الكتابة وفن الخطابة والإلقاء وطُرق التواصل الصحيحة، ووضع معايير (تقويم ومُراجعة) مُستمرة للأداء, سيمنح منبر الجمعة تأثيراً أكبر على المُصلّين, لتتحوّل الخطبة إلى مشروع أسبوعي وخطة عمل حقيقية، ينهل منها الناس ما يُفيدهم في دينهم ودنياهم ويتذكّرونه جيداً.
وعلى دروب الخير نلتقي.