محمد المنيف
لغة العيون لا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها، فهي التي تمنح العلاقة بين الأطراف التي تتعامل مع تلك اللغة. ويمكن لنا أن نكتشف شغف الأشخاص وحرصهم على ما يقرؤون بأعينهم بسهولة كما شاهدتها في معرض معرض روائع آثار المملكة عبر العصور»، المقام في متحف لوفر أبو ظبي وافتتح في نوفمبرالماضي ويستمر إلى 16 من فبراير 2019 كنت أراقب الزائرين من الوفود التي تزور المتحف وهم يكادون أن يلتهموا القطع المعروضة بأعينهم بالتدقيق والتفحص والتمحيص وتبادل الإعجاب مع من يرافقهم.. اعتناء بصري بمحتويات المعرض ما أشعرني أنهم ينظرون إلى وطني وتاريخه عبر هذا المعرض النافذة التي يطل منها الزائر على آثارنا العظيمة من كل جزء من الوطن قام المتخصصون في الآثار والحفريات باكتشافها ونقلها إلى المتحف الوطني آثار عبر العصور، أبرزها بل أكثرها اهتمامًا وطرح للأسئلة والتساؤول ما يتعلق بالمعروضات الإسلامية لمكة المكرمة من باب الكعبة وسترتها وصولاً إلى كل ما يتعلق بالتراث الذي تتوارثه الأجيال من ملابس وخلافها.
هذا المعرض الذي جال العالم، تتوزع قطعه في هذا المعرض بشكل وتنظيم يتوازي مع قيمته التاريخية مما زاده جمالاً وجذبًا للزوار، إنها الآثار التي تؤكد أصالة حضارات تتوالى أجيالها تعمر الأرض والإنسان وصولاً إلى ما نحن عليه من حضارة معاصرة لا تنفصل عن ماضيها بقدر ما تحمله رسالة لمستقبل وظفت فيه كل سبل وتقنيات العصر يقوم عليه شباب مؤهل، متمكن منح الفرص لتلقي العلوم فنجح ونافس بها، عصر يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- لم يغفلوا أو يتناسوا تراث الوطن بقدر ما هيؤوا له سبل البقاء والاعتناء تمثل في هذا المعرض وما يحتضنه متحف الملك عبد العزيز الوطني الذي يعد ملتقى لحضارات الجزيرة ولآثار المملكة.
أعود للمعرض الذي شدني فيه ما حظي به من اهتمام الزوار الذين لم تقف كاميراتهم وعيونهم عن تسجيل كل جزء منه إعجابًا واكتسابًا لمعلومات ومعرفة لتاريخ وحضارات بنت الجزيرة عصور تلو عصور يحق لنا كمواطنين سعوديين أن نفخر بها وبوطننا الغالي وبقيادته.