«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
فاز منتخبنا السعودي في أولى مبارياته أمام منتخب كوريا الشمالية في كأس آسيا 2019 برباعية مقابل لا شيء، وأعلن في هذه المباراة عن جاهزيته الكاملة لمقارعة كبرى منتخبات آسيا، فالمنتخب السعودي لم يفز فقط، بل أظهر للمتابع شخصية الفريق البطل وذلك من خلال الهدوء الذي ظهر عليه المنتخب، والاستحواذ الكبير للاعبين على الكرة داخل المستطيل الأخضر، وهذا ما جعل المنتخب الكوري يتقوقع في مرماه، ويدافع بأكثر من ثمانية لاعبين في معظم أوقات المباراة.
منتخبنا الأخضر انتصر، وظهر لنا بإبداع كبير من كل اللاعبين، وإن كان محمد العويس وسالم الدوسري وعبدالله عطيف وهتان باهبري وعبدالعزيز البيشي وياسر الشهراني هم الأبرز، إذ استطاع العويس التصدي لأكثر من هجمة كانت عبارة عن هدف، كما أبدع قائد المنتخب سالم الدوسري واستحق جائزة أفضل لاعب في المباراة التي يقدمها الاتحاد الآسيوي، أما عبدالله عطيف فقد كان حالة نادرة، إذ يعتبر رمانة الفريق بتحركاته وتغطياته واستلامه للكرة وتسليمه لها، بينما سجل باهبري هدف السبق بطريقة الكبار، وكان مميزاً داخل الملعب، وكما برز عطيف فقد برز البيشي بجانبه، وكان مميزاً في الناحية الهجومية، ويبقى ياسر الشهراني مميزاً كعادته بالسيطرة على الكرة، والاختراق من الجهة اليسرى.
بيتزي مدرب منتخبنا الوطني انتصر على أصحاب الآراء العاطفية، وقاد الأخضر في عدة مباريات بمستويات أكثر من رائعة، ورغم ما واجهه من بيتزي من غيابات كثيرة من أعمدة المنتخب السعودي مثل نواف العابد قبيل كأس العالم، وسلمان الفرج قبيل انطلاق كأس آسيا، وهذان الغيابان يؤثران على أي منتخب، ولكن بيتزي استطاع أن يسد هذه الثغرتين بكل اقتدار.
منتخبنا اليوم فاز، ووضع قدماً في الدور القادم، ولكن المباريات القادمة أكثر أهمية، وأكثر قوة، فإن كان منتخب كوريا الشمالية لم يقدم شيئًا أمام منتخبنا، فإن مستوى المنتخبات التي ستقابل منتخبنا لن يكون مثل مستوى منتخب كوريا الشمالية، ولذلك يجب استمرار الشخصية التي قدمها لاعبو المنتخب في أولى مبارياته، ليستمر العطاء داخل المستطيل الأخضر، ويتحقق ما يصبو إليه كل أبناء الوطن.