خالد الربيعان
«أرذل العمر هو انقطاع الأمل»!، حكمة صحيحة تماما ً، العجز أو الإحساس بأرذل العمر غير مرتبط بسن الشيخوخة، بل بتمني الفناء في سن معينة، لأن صاحبه لا يرى جدوى من حياته، و»الحركة حياة»، وقد قيل: الماء الجاري هو العذب وهو الصالح، والماء الراكد: يأسن! أي تنقطع منه الفائدة والمصلحة!
هذه المقدمة أقولها لأن مفهوم الحركة، الحياة، يأتي بالرياضة، وكلامي هذا يعني بمن حصروا الرياضة داخل ملعب كرة القدم، وعبر الشاشات التلفزيونية، ولكن: كم من بطل خلف الكواليس؟، كم من شخص عادي ليس ببطل رسمي، ولكنه حقق البطولة بينه وبين نفسه، إنها الإنجازات الكبيرة داخل أصحابها والتي لم يسلط عليها الضوء، و»تسويق» هذه القصص إعلاميًا يخلق حالة من الأمل، الأمل الذي لو انقطع: يُرد الإِنسان إلى أرذل العمر!
مبادرة لم تأخذ حقها عبر القيادة الرياضية: دهشت من كم القصص التي تم قول نبذة عنها من أصحابها، وهي مبادرة للتعريف بأبطال مجهولين، بعنوان «شاركنا قصتك»، هل أنت نجم رياضي؟ من كان خلف نجاحك؟ من هو الجندي المجهول خلف تحقيق أهدافك؟، عرفنا عليهم وشاركنا قصصهم! نسعى في الهيئة العامة للرياضة للتعرف على جميع نجوم الرياضة التاريخيين في المملكة.
مبادرة مهمة جدًا، وتوثيق تلك القصص له فائدة عظمى، في الوقت الذي هناك فيه الآن مؤسسات بكاملها تخرج مطبوعات وكتيبات تحمل دراسات حالة، وقصص نجاح في عالم الرياضة، هذه المبادرة أتت على طبق من ذهب لتخرج بنفس النتيجة، مما يعني انتشارًا أكبر لرقعة من يمارسون الرياضة، وزيادة تقدير هؤلاء الأبطال المجهولين لأنفسهم ودورهم.
عندما تقرأ التعليقات على هذا تجد من يقول إنه لم يكن يتخيل أن يدخل ماراثون للركض بمسافة 100 كيلو متر! هناك من فعلها، وهناك من قفز بأدائه من 3 كم إلى 50!، هناك من أبدع في تصميم المنتجات والمستلزمات الرياضية، هناك مدربون ومرشدون ومحفزون رياضيون على مستوى عال، بل احترافي، نظرًا لعدد من قدموا لهم النصح والمشورة التي جاءت بفائدة ونتيجة إيجابية.
ستجد دورًا قويًا جدًا لنادي مسافات أو « ماراثون جدة»، ومثله لـ «مشاة الرياض»، ودهشت عندما رأيت قصة صعود أحد الشباب من الهواية حتى الاحتراف ووصوله لدرجة لاعب ألعاب قوى في النادي الأهلي، والقصص كثيرة ومحفزة.
إحدى أهم ركائز الرؤية الرياضية السعودية هو: رفع نسبة من يمارسون الرياضة بالمملكة إلى 40 في المائة من مواطنيها، وهو الهدف النهائي من أي رياضة، بلاعبيها وبطولاتها وأنشطة تسويقها، فالتسويق الرياضي بالأساس موظف لخدمة المجتمع، و في نهاية الأمر يصب في اقتصاد الدولة، ويكفي ذاتياَ خزائن أنديتها وشركاتها عبر الرعايات، وسياحة الدولة، وأطفالها الصغار عبر الأكاديميات ومدارس الرياضة، ويزيد من قوة دوريها وأنديتها في المنافسات القارية والدولية، الأمر الذي يسوق لاسم الدولة نفسها.. ويصنع لها تاريخًا.
اختتم بدعوتكم للمشاركة في هذه المبادرة بقصص شبيهة، مهما رأيتها صغيرة، فقد تكون هي كل شيء.. لمن يقرأها ويعتبر بها.
رباعية آسيوية.. وفرص تسويقية
اكتساح سعودي رباعي للمنتخب الكوري الشمالي!، حسنًا، يا لها من بداية ويا له من إنذار، الصقور الخضر مرشحون كالعادة للقب الآسيوي مع اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية، في أغلى نسخة من كأس الأمم، حيث تبلغ قيمة لاعبي منتخباتها 385 مليون يورو، وثلاث ألقاب يحملها الأخضر، مع ملاحظة غياب استضافتها على الأراضي السعودية، لا ندرى لِمَ، فالإمكانات موجودة، والقدرة على استضافة الفعاليات «استثنائية»، بدليل فعاليات عالمية كبرى استضافتها المملكة.. في الشهور الأخيرة!