علي الصحن
كشفت المرحلة السابقة من المنافسات المحلية عن سوء قرار بعض الأندية بشأن اللاعب الأجنبي، ثمة أندية لم تستفد كما يجب من فرصة مشاركة (8) لاعبين أجانب مع الفريق، فدفعت الثمن غالياً، وأخرى فشلت في بعض الخيارات لكنها استطاعت تجاوز ظروفها والسير بشكل مقبول كان يمكن أن يكون أفضل من ذلك لو وفقت في خياراتها.
بعض الأندية لم تعمل كما يجب في الصيف الماضي، وربما انشغلت بأمور أخرى، أو كان البحث عن (8) لاعبين دفعة واحدة أمراً صعباً، ولاسيما في حال تفرد رئيس النادي أو مدربه بالقرار وعدم قبوله بأي نصح أو سماعه أي مشورة، وجاءت المنافسات لتكشف الأخطاء، وضرورة تصحيحها خلال الفترة المقبلة.
مع بداية فترة التسجيل الشتوية، يمكن تدارك بعض الأخطاء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، على الرغم من أن الأمر ليس واسعاً مثل ما يحدث في الفترة الصيفية، نظراً لارتباط معظم اللاعبين المميزين، وصعوبة الحصول على خدماتهم، وعندما يحدث ذلك سيكون المقابل المالي أكبر عما كان يمكن دفعه سابقاً، لكن هناك حلول لابد منها، ومدرج لا يقتنع بأنصاف الحلول.
ظروف الأندية المالية هي الأخرى قد تكون عائقاً عن إتمام صفقات مميزة، كما أنها متورطة بعقود لاعبين آخرين وتحتاج إلى تصريفهم بيعاً أو إعارة أو فسخ عقد ودفع الشرط الجزائي، وجميع هذه الخيارات الثلاثة مكلفة مادياً ولن تعيد للنادي ما دفعه للاعب عند التوقيع معه إلا نادراً.
في كل موسم ومع كل فترة تسجيل يتحدث الشارع الرياضي عن الأندية وخياراتها، وعن الصرف المبالغ فيه في هذا الشأن، وعن تكبدها مبالغ مرتفعة مقابل لاعبين يتضح فيما بعد أنهم لا يستحقون ربع ما دفع لهم ولا ثمنه!! المشكلة أن الأندية تخسر خارج الملعب وتخسر داخل الملعب، ولا تتعلم من ذلك على الرغم من أن بعضها قد تعاقد مع لاعبين يتساءل الجميع دائماً ويقول : (كيف مروا من هنا)؟؟ وأندية يفشل معها لاعبون ويفاجئ مدرجها باستمرارهم مقابل لاعبين قدموا بصمات مميزة، ويستدعي الحال استمرارهم ومع ذلك يغادرون بشكل مفاجئ!!
قاعدة (الغالي قيمته فيه) قد لا تكون حقيقة في عالم كرة القدم، هناك لاعبون جاءوا بمبالغ فلكية ولم يقدموا لفرقهم سوى خيبات فنية متتالية، وهناك لاعبون مغمورون لم يكن يعرفهم أحد - ربما حتى في بلدانهم - لكن عين الخبير استطاعت اقتناصهم واستطاعوا تقديم مستويات لافتة، ونجحوا في صناعة أسمائهم ورفع أسعارهم انطلاقاً من ملاعبنا، والأسماء كثيرة وليس المجال هنا لتعدادها.
هنا أعتقد أن الأندية خاصة تلك التي تعاني مالياً، أن تعيد النظر في طريقة عملها وأسلوب تعاقداتها، وأن تتنازل عن ضرورة التعاقد مع اسم معروف ونجم مشهور، حتى وإن زادت ضغوط المدرج في هذا الشأن، وأن توكل الأمر الى أهله من خبراء فنيين يعتد بهم، ومن وسطاء لا يكون تحقيق أعلى ربح هدفهم الوحيد فقط، ولن تعدم الأندية خيارات ممتازة في هذا الجانب، كما أن الأندية مطالبة بتحديد احتياجاتها بشكل صحيح، وفترة التسجيل السابقة كشفت في هذا الجانب عن أخطاء ما كان يجب الوقوع بها ومن أندية كبيرة ومنافسة وكلفها الأمر كثيرا فنياً ومادياً.
انتظرت الأندية كلها أو جلها فترة التسجيل الشتوية لتصحيح أخطائها، فهل تنجح في ذلك، أم يعود الأمر لسيرته الأولى، ولا فرق بين هجير الضيف وزمهرير الشتاء.
كشف الظهور المتكرر لعدد من الإعلاميين في عدد من البرامج المباشرة عن ثقافة كروية متواضعة، وعن عدم قدرة على تحقيق الإضافة وتقديم ما يفيد المشاهد الذي ينتظر أن يسمع الجديد المفيد لكنه في كل مرة يفاجئ بطرح غريب عجيب، وأن بعض متصدري المشهد قد توقفوا عند نقطة معينة، وأن ظهورهم المتكرر لا تحكمه القدرات بقدر ما تقوده العلاقات (!!) ولئن كان المشاهد قد يئس من تدخل معدي البرامج ومقدميها، وإبعاد بعض الضيوف واستبدالهم بآخرين لديهم القدرة على تحقيق الإفادة والإضافة والقدرة على الحوار السليم والابتعاد عن لغة الصراخ و(استخفاف الدم)، فإنه يملك خيار الابتعاد عن مشاهدة هذه البرامج، وفرز الصالح من الطالح منها.