شريفة الشملان
عندما يمن الله على عباده، يأتي الخير ليشمل معه المجتمع، ليس فقط بالزكاة والصدقات ولكن بفعل الجمال، جمال المكان، هذا الجمال ينعكس على النفس فتكون بهجة تشمل كل من يمر بالمكان..
قد يقع الكاتب أحيانا فيما يشبه الحرج، هؤلاء الناس ذوي الأيدي الجِميلة يعرفهم جزء من مجتمعه الخاص، يخشى أن يجد لوما إن مدحهم ويخشى من ألم في داخله إن لم يقل لهم شكرا لذا أتوكل على الله وأكتب ما بخاطري..
من المبادرات الجميلة هذا الشهر (طلعتنا - اليوم) والتي عمل لها تقويم لهذا الشهر كله، تمت بتعاون بين جمعية جود وغرفة الشرقية (شابات الأعمال) وتسعة وأربعين مقهى ومطعما في الخبر والدمام.
عرفت عن هذه المبادرة في حديقة المهيدب وهي أول حديقة عامة لدمج الأطفال ذوي الإعاقة مع الأطفال الطبيعيين.. حديقة بمساحات خضراء وملاعب مناسبة للمعاقين. تلك الحديقة قامت عائلة (المهيدب) مشكورة بتأسيسها والاستمرار بصيانها ونظافتها..
لترانيم البهجة عنوان في وجوه الأطفال وذويهم مع استمتاعهم بالشواء من مطعم (باركرز) يذهب ريعه لجمعية جود.. لعب ومرح وتغذية للروح والجسد.
جمعية (جود الخيرية) لها وقع جميل في نفسي فهذه الجمعية سعيت بداية عملي في الشئون الاجتماعية عام 1974م للبحث عن فتيات شابات طموحات لتنمية المجتمع لتأسيس جمعية خيرية. وكانت بداية اجتماعاتها في بيتي لعدد قليل جدا فلما كبر صار في مدرسة من مدارس الرئاسة آنذاك.. وتمت الموافقة على تأسيسها وعملت وتعمل هذه الجمعية عملا جادا ودؤوبا، تناوبت سيدات فاضلات على رئاستها توالت الإنجازات والنجاحات وكبرت نشاطاتها وتعددت.
احتاجت هذه الجمعية (جود) لموارد لتعزيز برنامجها في الرعاية النهارية (لذوي الاحتياجات الخاصة)، فتواصلت بالشابة (رند البسام) لتخصيص يوم من دخل مطعمها (باركرز) للجمعية.
طارت الشابة (رند البسام) بالفكرة وأخذتها لتعرضها على مجلس شابات الأعمال في غرفة الشرقية التي هي إحدى عضواتها. رحبت الشابات وأخذن على عاتقهن تعميم المشروع على أغلب مطاعم ومقاهي الخبر والدمام، وبدأن باسم الله العمل مع رئيستهن (نجلاء العبد القادر) تبلورت الفكرة إلى تقويم شهر كامل في مقاهي ومطاعم الخبر وبالتوصيل المجاني إذا لم يُرغب بالذهاب يصل الطلب، والهدف جمع مليون ريال بإذن الله لصالح جمعية جود مركز الرعاية النهارية.
أكتب المقال في يوم 8 يناير، باقي 22 يوما.. ها هو المشروع يسير والناس تقبل عليه، فمع الوجبة هدف وأجر..
ونرجو أن يبارك الله به فيعزز أنشطة جمعية الدمام (جود) ليس فقط في الرعاية النهارية ولكن في كل نشاطاتها..ولعل أفكار أخرى تنشط وينشط معها فعل وعمل الجمعيات الخيرية لتشمل مجالات عديدة.
لعلي أشيد كثيرا بالتعاون الجميل بين قطاعات الأعمال وسعيهم الحثيث للخير في مجتمع الخير كما عهدناه، التي جعلت من الترفيه الجميل للأطفال وأسرهم ترفيه فائدة جميلة نقية وخير..
لو كنت رسامة لرسمت أذرع كثيرة ترفع وتتكاتف لتكسب متعة وأجراً وثقافة اجتماعية..
فشكراً.. شكرا لشابات الأعمال وكل واحدة بشخصها.. وشكراً كثيراً للتسعة وأربعين مطعما ومقهى المشاركين قد لا يكفي المقال لذكرهم جميعاً يستحقون الإشادة..
ولجمعية جود الخيرية وكل الجمعيات والقائمين عليها نساء ورجالا أجر الدنيا والآخرة.
ومساحات حب وأمل بالمضي بالرسالة الكبيرة التي حملتها هذه الأذرع الجميلة والقوية بالتعاون والتكاتف..
.. ولكم مني دعاء من القلب بالتوفيق والسعادة.