فضل بن سعد البوعينين
إعمار الأرض مفتاح التنمية المكانية والبشرية، وقاعدتها الرئيسة التي يبنى عليها المستقبل بمتغيراته الاقتصادية والأمنية والمجتمعية، ما جعله هدفًا رئيسًا للدولة، حفظها الله، تستثمر فيه إيراداتها وتحشد من أجل تحقيقه جهودها، وتزيل من أمامه المعوقات.
«وسط العوامية» نموذج حي لإصرار الدولة على غرس بذور التنمية، وحماية المجتمع، وقيادته نحو المستقبل المشرق. فهو محور للتنمية المكانية والبشرية، وشاهد على التحول الحضاري الذي تستهدفه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها ومدنها دون تمييز.
كما أنه شاهد على حكمة القيادة في تعاملها مع الأحداث الأمنية الطارئة؛ وإن عظمت؛ ومعالجتها وفق المتطلبات الأمنية المؤطرة بالرؤية المجتمعية التنموية، المؤلفة للقلوب والمعززة لوحدة الصف والكلمة والمحققة لهدف إعمار الأرض وبناء الإِنسان.
أعادت الدولة بناء وسط العوامية على أطلال الإرهاب الذي آذى سكان العوامية وأهالي القطيف قبل الآخرين، برؤية المستقبل، وبما يستحقه الأهالي الشرفاء الذين كانوا بصف الدولة في حملتها على عملاء الخارج، وأعداء التنمية وناشري الخراب؛ ووفق رؤية جمعت بين عبق التاريخ، وحضارة المستقبل. أكثر من 238 مليون ريال مجمل تكلفة المشروع التنموي الضخم الذي أعاد رسم وجه «العوامية»؛ وحول وسطها إلى مركز حضاري مفتوح وآمن للجميع. قبل ثمانية أشهر تقريبًا؛ وضع الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز؛ أمير المنطقه الشرقية؛ حجر الأساس؛ ووعد بإنجازه خلال عام من تاريخ تسليمه؛ وقد أوفي بوعده، بل تقلصت مدة التنفيذ إلى ثمانية أشهر فقط؛ وهو إنجاز يستحق الإشادة والشكر والثناء. متابعة سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان لمراحل الإنجاز، وتحفيزهما للعاملين على المشروع ومتابعتهما وتوفير الدعم وتسخير الإمكانات لهم؛ أسهم في إنجاز المشروع في ثمانية أشهر مقارنة بالزمن المستهدف.
لم تكن رحلة الإنجاز سهلة مقارنة بقصر زمنها، بل أحاطت بها التحديات من جميع الجوانب، وجندت من أجلها الطاقات البشرية والمالية والأمنية والمجتمعية، في لوحة تنموية جميلة شارك في تحقيقها الجميع.
نجحت أمانة المنطقة الشرقية في تنفيذ المشروع ومتابعته؛ وبذل معالي أمينها المهندس فهد الجبير؛ وزملاؤه في الأمانة؛ جهودًا مضنية لتنفيذ المشروع وفق مواصفاته الحضارية وفي فترة زمنية قصيرة، وترك بصمة تنموية زاهية. كما أسهم أهالي العوامية ومحافظة القطيف من الشرفاء في دعم المشروع والمشاركة في بعض جوانبه. كان لافتًا مشاركة أحد مهندسي العوامية في المشروع، والتحدث عنه بفخر للإعلام، وهي رسالة جميلة حملت في مضمامينها الكثير من معاني الوطنية والإيمان بأهمية التنمية كجزء من متطلبات الأمن والاستقرار.
أختم بالإشادة بجهود الأجهزة الأمنية، وتقديم الشكر والدعوات الصادقة لهم، ولتضحيات رجال الأمن الذين بذلوا أرواحهم لحماية أهالي المنطقة، ومواجهة الإرهابيين وتطهير «المسورة» من الإرهاب ثم تجهيزها لبناء «وسط العوامية» الحضاري.