عثمان أبوبكر مالي
سابقت إدارة نادي الاتحاد الزمن ـ كما لم تفعل إدارة من قبل ـ وهي تجهز للدخول بفريقها الكروي معترك مباريات الدور الثاني من مسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان (يحفظه الله) بأول مباريات الفريق غدا الخميس، وبعد ثلاثة أيام فقط من بداية فترة تسجيل المحترفين الثانية في الدوري السعودي (ميركاتو الشتاء).
انتظر جمهور النادي العريق بلهفة وشوق كبيرين (شتوية_العميد) متطلعين إلى تعامل مختلف، واستقطابات قوية، وحضور لاعبين (سوبر) حقيقيين، استنادا إلى(الوعود) المتعددة، التي تلقوها قبل وقت طويل من حلول الفترة، بل بعد وقت قصير من انطلاقة الموسم الرياضي، وبعد أن اتضح جليا ومبكرا في ذلك الوقت أن صفقات الصيف (مضروبة) بل إنها كانت (صفعات) لا تفي بالغرض ولاتتناسب مع تطلعات جماهير النادي ولا مسؤوليه أيضا، وليست في مستوى المنافسة، وتأكد ذلك طوال المباريات التي خاضها الفريق، منذ افتتاحه الموسم بخسارة السوبر، وحتى مباراة استهلاله الدفاع عن لقبه كبطل للكأس.
كان عنوان مشوار الفريق (الأنكسار المذل) تذيل قائمة الترتيب في الدوري، وكاد يغادر مسابقة الكأس بضربة قاصمة من فريق الجبيل (درجة ثالثة) حيث فاز عليه وبشق الأنفس بعد شوطين إضافيين، ولا يحمل رصيده من النقاط في الدوري طوال الدور الأول سوى ست نقاط فقط (كما هو معروف) في حادثة تاريخية لم تمر على التسعيني الوقور طوال سنوات عمره!
التاكيد بأن (الشتوية غير) من حيث الاستقطابات وتغيير اللاعبين، وإحضار أسماء كبيرة (تحقق) عمليا؛ تم تنفيذ الوعود بدعم من (الهيئة العامة للرياضة) وبعض رجالات النادي وأعضاء شرفه وبجهد (ملموس) وسعي حثيث من رئيس النادي وأعضاء مجلس إدارته، الذين عملوا بفكر مختلف وسياسة حكيمة وصمت مطبق ودفع بسخاء، فجاءت الأسماء (الكبيرة) والمعروفة والتي يميزها عن استقطابات الصيف أنها أسماء لنجوم (تلعب) في الفرق التي كانت ترتدي قمصانها، وتشارك في قائمة مبارياتها وتشكيلها الأساسي، ذلك يعني أنها في (الفورمة) وجاهزة تماما، وبالتالي هي قادرة على الاندماج السريع والتأقلم والعطاء كمجموعة، وبدء خطوات التصحيح لإعادة الفريق وإنقاذه من الغرق الذي يعيشه، فيخرج الفريق (المتذيل) نفسه من مظلة الهبوط (بإذن الله تعالى) بتحقيق الرصيد المطلوب من النقاط التي تكفيه ليصعد إلى مراكز الوسط، ويكون في مأمن حتى عن خوض مباريات الملحق، ذلك هو المطلوب وهو المنتظر، لكن تحقيقه في علم الغيب فهو بيد الله سبحانه وتعالى، ولن يخيب الله للاتحاديين مساعيهم ودعواتهم.
كلام مشفر
« العمل الذي قامت به إدارة الاتحاد من أجل إنقاذ الفريق، تم بسعي حثيث واجتهاد كبير والهدف واضح ومعروف، لكنه من وجهة نظري لايكفي ولايجب الوقوف عند جهد التغيير والاستقطاب، فهناك أعمال أخرى (مصاحبة) يفترض أن تقوم بها إدارة النادي لدعم العمل والجهد والأستقطاب من باب الأخذ بالأسباب و(اعقلها وتوكل).
« كل مباريات الدوري القادمة للفريق الاتحادي هي بمثابة (خروج المغلوب) ولذلك فإن التعامل مع ماتبقى من موسم يفترض أن يأتي مختلفا، فلايسير بالطريقة (الروتينية) المعتادة، ومن باب (الأخذ بالأسباب) ياليت إدارة النادي تفكر في إقامة معسكر (دائم) للفريق في النادي طوال الدور الثاني للاعبين وجميعهم (محترفون) ولايوجد مايمنع خضوعهم لذلك بشكل احترافي منظم.
« وإذا لم يكن معسكرا دائما فعلى الأقل يطبق نظام (نصف المعسكر) طوال الأسبوع، ونصف المعسكر أعني به أن يدخل اللاعبون معسكر النادي كل مساء بعد التمرين اليومي، ويغادرونه صباحا، ثم يعودون وقت التمرين ويستمر المعسكر يوميا بهذا الشكل، حتى ترتفع درجة المسؤولية والتركيز لدى اللاعبين جميعا ويحافظون على حضورهم الذهني مع الحضور البدني، وكل ذلك من باب (اعقلها وتوكل).
« بداية غير متوقعة لمباريات اليومين الأولين في مسابقة (كأس آسيا 2019)م التي انطلقت مساء الأحد الماضي في الإمارات؛ على صعيد النتائج أو حتى المستويات التي كانت (متقاربة) في المباريات التي لعبت حتى الآن، عدا مباراتا الهند وتايلند (المفاجئة) وإيران واليمن (المتوقعة) والمرجو أن تأتي بقية المباريات على النحو نفسه، وهو مالم يكن متوقعا في دور المجموعات.
« مع الأسف أكتب المقال قبل مباراة الأخضر الافتتاحية في البطولة أمام منتخب كوريا الشمالية، وأرجو أن نكون تبادلنا التهاني بعد اللقاء الأول بفوز محفز لنجوم المنتخب وحصد أول ثلاث نقاط في مشوارهم في البطولة، ووضع قدم مبكرا في الدور الثاني من المنافسة.