المعلم هو الركن الركين للمنظومة التعليمية ومن جودة ما يحمله من رؤى وتطبيقات تكون النتائج، لذلك قرَّر التربويون أن تطوير المعلم لذاته هو أمر واجب لا مناص منه، وتطوير المعلم لذاته يمكن أن يأخذ أشكالاً عدة، بداية من رفع كفاءته الأكاديمية فيما يتعلق بمادته العلمية، مرورًا بتطوير ذاته في المضمار التطبيقي وما يتعلق به من طريقة الشرح وتسخير الوسائط الحديثة في إيصال معلوماته وانتهاءً بتطوير ذاته على المستوى السلوكي، مثال تقديره للوقت أكثر وانضباطه وحتى الوصول إلى كونه مثالاً يحتذي به للطلاب.
إن متغيِّرات العصر وما ألمَّ به من منجزات حضارية تكنولوجية على الأخص، جعلت من السيطرة على الطلاب وتوجيههم إلى الطريق الصحيح أمرًا عسيرًا، ولن يتحقق للمعلم سهولة التوجيه واستجابة طلابه له دون جهد مبذول منه على المستوى الذاتي، الاطلاع على النظريات التربوية الحديثة وتطبيقها، والاستعانة بالأنشطة وتقريب الطلاب من العلم هو طريق سليم لتقديم نموذج تعليمي ناجح ومميز.
إن المعلم الذي يغيب عن تطوير ذاته ويتوقف بعلمه لدى درجة معينة مهما كانت كبيرة، لا مناص له أن يأتي على محتواه الزمن وأن يصير في زمن قصير خارجًا عن الإطار المؤثِّر في الطلبة إيجابيًا، وفي ظل رؤية التعليم التي تحتويها رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية؛ تبرز مستويات التأهيل المنتظرة للمعلمين والتي تطالبهم بالعمل الجاد والمستمر نحو نقاط لا نهائية من الجودة ومسايرة العصر، والتأهيل الذاتي للمعلم لن يتحقق عبر مسارات رسمية فقط وإنما يجب أن يترافق هذا مع إرادة حقيقة منه، إرادة تدفعه دفعًا نحو التأهيل الذاتي المستمر لنفسه دون انتظار.
** **
- عماد محمد علي جمبي