د. محمد عبدالله العوين
أعلنت في مقالي السابق إنكاري الشديد على نفر غير قليل من الناس في شتى بقاع العالم يرتمون على من يزعمون معرفة الغيب ويخدعون الغوغاء والعامة وبعض الخاصة ممن يلغي ثقافته وعلمه ووعيه بأن لديهم من المواهب والقدرات الخارقة ما يمكنهم من الاطلاع على حظوظ سائليهم من الأرزاق والصحة والسعادة والشقاء والصحة والأمراض ونحوها.
وأشرت إلى أن القبول بتلك الشعوذات والدجل تكريس للجهل وإضعاف للإيمان بالله ومنح المخلوق ما ليس له؛ بل هو حق إلهي خالص، وتغييب للعقل وللرؤية الواقعية في الحياة؛ فلا صلة للنجوم بالحياة والموت، ولا بالحب والكره، ولا بإقبال الرزق وانصرافه، ولا بالتوفيق في الأعمال والتجارة وأسباب التكسب من عدمها، ولا بالزواج والطلاق، ولا بالإنجاب والعقم ونحو ذلك. قد يكون تأثير الأنواء كالنجوم والشمس والقمر حقيقيًّا على المناخ والطبيعة؛ لكن ما صلتها بالحظوظ من الشقاء والسعادة والرزق مثلا؟!
أكدت أن تسليم العقل لهذه الشعوذة من ضاربات الودع وقارئي الكف ومطلعي الإحاطة بأسرار الكون الذين يغيبون العقول عبر بعض شاشات التلفزيون مدعاة إلى التخلف والتعلق بالأوهام. وحقيق بنا أن نطرح كل عوائق التفكير الواقعي ونقطع الصلة بمن يروجون أو يزعمون أن الله منحهم القدرة على الاطلاع على الأسرار؛ إذ لو كانوا كما يدعون لصاروا أغنى الناس، ولما أصابهم مرض أو ألمت بهم تعاسة أو نالهم شقاء، ولدفعوا عن أنفسهم ما يضرهم في صحتهم وأعمالهم وأموالهم وأسرهم.
لا بد أن ننصرف عن الوهم إلى الواقع، وعما لا نستطيعه إلى ما نستطيعه ونقدر على فعله والأخذ بأسبابه ونجيب على هذا التساؤل: ماذا أنجزنا من الخطة التنفيذية للتحول الوطني التي بدأت عام 2018 م وماذا بقي مما لا مناص لنا من إنجازه بنهاية التحول عام 2020م.
لقد أنجزنا الكثير بقدر فاق توقع المراقبين؛ فما كان عسيراً ومستحيلاً أصبح بالعزم والإصرار والشجاعة ووضوح الرؤية يسيراً ومتاحاً؛ فقادت المرأة السيارة، وحضرت مباريات الكرة في الملاعب مشجعة كالرجل، وأتيحت لها مجالات عمل جديدة، ومكنت نائبة وزير، وفتحت صالات السينما، وتوسعت برامج الترفيه كالحفلات الغنائية وغيرها.
وفي المجال التنموي والصناعي؛ تم البدء في مشروع نيوم، والبحر الأحمر والقدية، ودخلت المملكة في شراكات اقتصادية وصناعية وعلمية مع كبرى الشركات والمؤسسات العلمية والصناعية في العالم؛ كعلوم الفضاء والطائرات والكمبيوتر وغيرها.
أما ما هو منتظر من برامج خطة التحول الوطني؛ فالمتوقع إنجازه إلى نهاية عام 2020م:
ستتضح معالم المشروعات الكبيرة وتتبين على الأرض منشآت ضخمة وبنية تحتية، وبمستهل 2020 سيتم افتتاح مشروع مترو الرياض العملاق بإذن الله، وسنتوسع بصورة أكبر في برامج سعودة قطاعات التجزئة وكثير من الأعمال الحرة، وستتضح الصورة في سوق العمل بعد اختفاء حالات التستر، وربما تصل المرأة إلى حمل حقيبة وزارية.
نحن منطلقون إلى رؤية 2030 بقوة وثقة وتفاؤل بعون الله.