فهد بن جليد
أستغرب ممَّن يتساءل هل الشباب السعودي يملك الخبرة اللازمة لتوطين محلات بيع (الأجهزة والمعدات الطبية، ومواد الإعمار والبناء، وقطع غيار السيارات) هذا الأسبوع؟ لأردَّ عليه السؤال بالمثل: وهل كل من خرج من هذا السوق -من غير السعوديين- مع كامل التقدير والاحترام، دخل إليه في الأصل وهو يملك الخبرة أو المؤهل اللازم لذلك؟ بالطبع الإجابة (لا)، فلماذا إذاً نستكثر على ابن البلد أن يتعلم في بلده، بينما نسمح للوافد أن يفعل ذلك في مُعظم القطاعات؟ مُنذ خمسة أشهر وحتى اليوم تم توطين منافذ البيع في (12) نشاطاً، آخرها محلات الحلويات، وبيع السجاد بكافة أنواعه، صحيح أنَّ هذه التخصصات جديدة على أبنائنا وبناتنا ولكن من حقنا أن نخوض التجربة سوياً لننجح، فمع كل خطوة توطين تقوم بها مشكورة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أجدني مُنحازاً معها، ومُصفقاً لها حتى لو كُنت أعتقد أنَّ هناك فُرصًا ووظائف أفضل (مُسمى وأجراً) ما زالت بعيدة عن الخطوات العملية للتوطين، ولكن مصدر فرحي واعتزازي أنَّ كل خطوة توطين تفتح مجالاً جديداً لأبنائنا وبناتنا للانخراط في سوق العمل، وهذا سيوصلنا في نهاية الطريق للهدف المنشود والمأمول، والأهم بالطبع هو المُتابعة والتأكد من التطبيق، خصوصاً مع خطوات التدريب والتأهيل التي تُعطي للمواطن والمواطنة الأفضلية.
إذا ما علمنا أنَّ هناك أكثر من نصف مليون (فتاة سعودية) دخلن سوق العمل بفضل خطوات التوطين، فإنَّنا سنطمئن بأنَّنا نسير في الاتجاه الصحيح لفتح المجال لمُجتمعنا الشاب أن يعتمد على سواعده الفتيَّة، فهذا العدد من الفتيات كنَّ سيبقين في منازلهن عرضة للسُمنة والفراغ ولكنهنَّ اليوم يعملن بكل أمان وستر ونشاط، ضمن مُجتمع واع مُثابر ومُنجز، يحاول أن يتحول ليُصبح مُجتمعاً نموذجياً وفاعلاً، نشيطاً يعمل كل أفراده لبلوغ المُستقبل وعيش كل تفاصيله مبكراً وفق رؤيتنا الوطنية الطموحة 2030.
كل التقدير والاحترام لإخواننا وأشقائنا وأصدقائنا من المُقيمين الذين قاسمونا العيش في هذا البلد العظيم عقوداً طويلة، بكل تفان ونشاط عندما فتحت لهم السعودية أبوابها ليُحققوا أحلامهم ويُقاسموا أبناء الوطن (لقمة العيش) أحبَّة وأصدقاء، ونتمنى لهم التوفيق في أعمالهم الجديدة داخل المملكة أو خارجها، مثلما نأمل أن يُبادلونا الشعور ذاته، تجاه أبناء وبنات الوطن الذي احتضنهم.
وعلى دروب الخير نلتقي.